ذرفت مها الجزار التي تعيش مع زوجها في السعودية دموعها، عندما رأت والدتها في مصر عبر كاميرا موصولة بجهاز الحاسب الآلي. مها لم تر والدتها منذ غادرت مع زوجها إلى السعودية منذ نحو عام ونصف العام، ولذلك حرصت على شراء كاميرا، كي تتحدث إليها عبر تقنية الصوت والصورة التي توفرها شبكة الإنترنت. ولا تفوت المحال التي تقدم خدمة الإنترنت فرصة العيد، فتعمد إلى وضع عروض تغري بها المقيمين المشتاقين لرؤية أهلهم عبر شبكة الإنترنت. وذكر المقيم السوري علي أبو عابد ل«الحياة»، أنه اعتاد على قضاء معظم وقته في سورية بين أهله وأصدقائه وأقربائه، ولذلك فإنه أحس بفراغ كبير عندما غادر للعمل في الرياض، وحاول تعويضه أيام الأعياد والمناسبات باللجوء إلى محال الإنترنت والاتصال بالأهل لقضاء ساعات في الحديث معهم بالصوت والصورة. وأشار المقيم المصري أحمد المنهلاوي إلى أن التواصل عبر الإنترنت جنبه الكثير من المشكلات الاجتماعية والمالية، كونه لا يستطيع الاتصال بأهله بشكل يومي عن طريق الهاتف لأن كلفته عالية جداً، لافتاً إلى أنه يتواصل معهم بشكل يومي منذ 6 أشهر، استطاع من خلالها متابعة زوجته الحامل لحظة بلحظة. وتطرق المقيم الأردني مشهور السرحاني إلى أنه استطاع عبر شبكة الانترنت حل أهم مشكلة تواجهه، وهي كلفة الاتصالات الدولية الباهظة «سعر الدقيقة عند الاتصال عبر الهاتف النقال تتخطى ريالين، بينما سعر ساعة كاملة في محال الانترنت لا يتجاوز 4 ريالات»، مشيراً إلى أنه يذهب إلى محل الانترنت القريب من منزله كل يومين في الأيام العادية، وبشكل يومي في الأعياد والمناسبات، ليتكلم مع أفراد عائلته الذين يجتمعون في وقت محدد لهذا الغرض. من جهته، أكد مسؤول في محل انترنت يدعى أحمد محمد، أن محال الانترنت تشهد إقبالاً لافتاً خلال أيام العطل والمناسبات من المقيمين الذين يتواصلون مع أسرهم وأقربائهم، لوجود مميزات مهمة مثل انخفاض الكلفة وتوافر الكاميرا والميكروفون. وأشار محمد إلى أن تسعيرة الدقيقة في المحل الذي يشرف عليه 3 ريالات للساعة الواحدة، وكذلك الحال في معظم محال الانترنت، ما يجعل الإقبال على الانترنت كبيراً جداً في العطل والمناسبات، حتى ان بعضهم يقضي 6 ساعات أمام شاشة الكومبيوتر، وكأنه يجلس في منزله ومع أطفاله.