بعد سبعة أعوام في الظل، يعيش بوروسيا دورتموند ، نادي الروهر، فورة ممتازة. فقد انتظر 2620 يوماً ليعاود احتلال الصدارة في ال"بوندسليغه"، إلى أن اعتلاها في إختتام المرحلة السابعة إثر فوزه على كولن بهدفين في مقابل هدف، مستفيداً من صعوبات وعثرات تمر بها فرق بايرن ميونيخ وفيردر بريمن وشالكه. والأحد الماضي، عوّض دورتموند سقوطه في فخ التعادل 1-1 أمام ضيفه هوفنهايم قبل أسبوع، إذ أطاح بماينتس بهدفين من دون ردّ وكسب 3 نقاط ثمينة وإنتزع منه الصدارة بفارق نقطة واحدة. وهو الفوز الثامن لبوروسيا دورتموند في مقابل تعادل واحد وهزيمة واحدة، فرفع رصيده الى 25 نقطة. وبسلاح الصدارة والمعنويات العالية يواجه دورتموند الخميس باريس سان جيرمان الفرنسي الخميس في البارك دي برانس ضمن بطولة "يورو ليغ"، وقبل أن يتصدّى لمستضيفه هانوفر السادس في الدوري الألماني علماً أنه فاز في مبارياته الخمس خارج أرضه.ويتمتع بأقوى هجوم (23 هدفاً) وأفضل دفاع (7 أهاف). بعد الأيام العجاف ها هو دورتموند يحصد للمرة الأولى في تاريخه 25 نقطة ضمن المراحل العشر الأولى من الدوري الألماني، ويمنّي نفسه بآفاق واعدة بعدما عانى من خسائر بلغت 125 مليون يورو في غضون 8 سنوات، ولم يبدأ تعافيه منها وتجاوز آثارها وتبعاتها الا في تموز (يوليو) 2008. والنادي الذي اشتهر بتبديل المدربين كما يبدّل المرء ملابسه، إستقر منذ موسمين على يورغن كلوب الذي استفاد من ثقة الادارة للمضي في مشروع إعادة البناء، وكانت الحصيلة الأولى حلوله سادساً في موسم 2008 – 2009، وخامساً في موسم 2009 – 2010، فإنتقل إلى "الضفة الأوروبية". واستثمر دورتموند 5.5 مليون يورو لتجديد شباب الفريق، واستعان كلوب بالدرجة الأولى بعناصر واعدة من مركز الإعداد التابع للنادي، فظهرت تشكيلة حيوية معدل أعمارها 23.9 سنة، وهو الأصغر في الدوري الألماني. ومن وجوهها: ماريو غوتزي (18 سنة) الذي إفتتح التسجيل أمام ماينتس فبات صاحب الهدف ال2500 في تاريخ الدوري الألماني، وكيفن غروس كوتز (22 سنة)، الياباني شينجي كاغاوا (21سنة) والباراغواياني لوكاس باريوس صاحب 19 هدفاً الموسم الماضي، و5 أهداف حتى تاريخه هذا الموسم، أحدها في مرمى ماينتس. ويعتمد كلوب منهج "المجهود الجماعي هو النجم"، وبالتالي لا يعوّل على عناصر محددة. عماده التركيز على اللياقة البدنية وسرعة الانتشار وخطورة الهجوم والانقضاض فور الاستحواذ على الكرة، كما يشرح لاعب الوسط سفن بندر. فلا عجب إذا أظهرت الاحصاءات أن معدل جري أفراد الفريق خلال المباراة يبلغ 120 كيلومتراً، من الأعلى في أوروبا. كما أن صفة التشكيلة الشابة لا تنفي تمتع الغالبية بخبرة وتمرس في اللقاءات الصعبة، أمثال التركي نوري شاهين الذي خاض حتى الآن 115 مباراة في ال"بوندسليغه".