تهدد تبعات الفشل الكلوي حوالى 17 ألف مصاب في السعودية، وتصل أحياناً إلى الموت، منهم حوالى ثمانية آلاف ينتظرون زرع كلى. ويتعالج حوالى 66 في المئة من المصابين في المنشآت التابعة لوزارة الصحة، فيما يتوزع البقية على المستشفيات الجامعية والأهلية والتابعة لوزارة حكومية أخرى. ويخضع مريض الفشل الكلوي في السعودية إلى ثلاث جلسات غسل أسبوعياً في مراكز الكلى، تتراوح مدتها بين ثلاث إلى أربع ساعات، وبمعدل شهري 12 جلسة، و144 جلسة سنوياً، وهو ما يعادل 576 ساعة سنوياً. وتشير إحصاءات وزارة الصحة إلى أن 68 في المئة من مرضى الفشل الكلوي يخضعون إلى الغسل الدموي، وحوالى ثمانية في المئة يتبعون طريقة الغسل البريتوني، فيما تخلص 21 في المئة منهم من المرض بعد زرع كلى من متبرعين أحياء أو متوفين دماغياً. ويقدر عدد مرضى «التنقية البريتونية» ب 651 مريضاً ممن يراجعون مستشفيات وزارة الصحة، فيما بلغ المجموع الكلي لعدد مراكز الكلى في كل القطاعات الصحية 190 مركزاً، ويقدر مجموع أجهزة الغسيل الكلوي ب 5800 جهاز. وأبانت أنها أمنت 128 مركزاً للكلى، بنسبة 67 في المئة من مجموع المراكز في المملكة، وتحوي هذه المراكز 3828 جهازاً للغسل الكلوي. وأشارت «الصحة» إلى أن مجموع عدد المرضى المتابعين في عيادة زرع الكلى بالقطاعات الصحية كافة بلغ 8461، منهم 1911 مريضاً يتابعون في مستشفياتها. وأوضح المشرف على مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للكلى الدكتور محمد العومي أن الوزارة تتولى الجانب الوقائي عبر التوعية وتعزيز الصحة والجانب العلاجي والعناية في المريض، من طريق الملتقيات والتي تعد ركيزة أساسية للوقوف على تطوير البرامج الوقائية والعلاجية؛ للوصول إلى أفضل التدابير الاحترازية لمواجهة مرض الفشل الكلوي، وأسباب الإصابة بها، والأعراض المصاحبة لها. وشدد العومي على ضرورة إجراء الفحص الدوري على وظائف الكلى لما لذلك من أثر في الحفاظ عليها، فضلاً عن دور التوعية في رفع الروح المعنوية والنفسية لدى مرضى الكلى، وتثقيف ذويهم والمحيطين بهم بأفضل الطرق للتعامل معهم، واستقصاء المفاهيم الخاطئة عن المرض، وتصحيحها بمعلومات طبية مبنية على البراهين. وتسعى جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي «كِلانا» إلى رفع مستوى وعي المجتمع بأهمية وظائف الكلى والأمراض التي تصيبها، وطرق الوقاية منها من خلال الحملات التي تدعمهم، إضافة إلى عوامل الخطورة والحد من تأثير هذه الأمراض في مرضى الكلى، وأن تصل الحملة الوطنية للتوعية الصحية بأمراض الكلى والوقاية منها لكل فرد من المجتمع. وتهدف هذه الحملات إلى إبراز أهمية وظائف الكلى في حياة الإنسان وتسليط الضوء على عوامل الخطورة الرئيسة التي تؤثر في الكلى، ومنها السكري، وارتفاع الضغط، والسمنة، والوراثة، إضافة إلى تشجيع من لديهم عوامل الخطورة على فحص وظائف الكلى في شكل دوري. وتبذل الجمعية جهوداً لتنبيه المصابين بسلوكيات الوقاية من أمراض الكلى، ومنها الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على الوزن المثالي، وممارسة الرياضة، إضافة إلى التغذية المتوازنة، وعدم اخذ أدوية من دون استشارة الطبيب المختص وأخذ سوائل كافية. وترجع أسباب الفشل الكلوي في المملكة، وفق وزارة الصحة، إلى ارتفاع ضغط الدم بنسبة 35 في المئة، والسكر 39 في المئة، والتهاب الكبيبات، إضافة إلى انسداد مجرى البول مثل تضخم البروستاتا وحصى الكلية، وأمراض وراثية، وتشوهات خلقية في مجرى البول. وأشارت وزارة الصحة إلى تأثير بعض الأدوية على الكلية في حال استخدامها لفترة طويلة جداً. يُذكر أن مرض الكلى المزمن هو الفقدان التدريجي في وظائف الكلى، ويحدث عندما تتعرض الكلى لأضرار بليغة فتعجز عن تنقية الدم من السموم وطرح الفضلات كما ينبغي، ما يؤدي إلى تجمع السموم في الجسم، ومن ثم تكون هناك مضاعفات وخيمة على صحة الإنسان. وتشمل وظائف الكلى تصفية الدم من الفضلات، طرح السموم من الجسم عبر البول، تصريف الماء الزائد من الجسم، فيما تلعب دوراً في تنظيم إفراز بعض الهرمونات. ويصعب الكشف عن مرض الكلى المزمن، كونه يتطور ببطء وعلى مدار أشهر أو سنوات، ولذلك فإن الأعراض لا تظهر على الشخص إلا عندما يكون المرض بلغ مراحل متقدمة وأثر في شكل ملحوظ في وظائف الكلى، وتشمل هذه الأعراض قصوراً في وظائف الكلي، فيما يقل معدل التبول عن الطبيعي، ويتم تجمع السوائل في أنسجة الجسم، وقد يشعر المصاب بالإعياء وفقدان الشهية والغثيان والأرق.