بدأت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية منذ مطلع العام الحالي باعتماد دورات تتواكب مع الأوضاع التي تناسب الموظفات العاملات في دور الرعاية، إذ نفذت دورة بمسمى «الدفاع عن النفس في بيئة العمل» بهدف التصدي لأي عنف أو هجوم من الفتيات المستفيدات من الرعاية الاجتماعية، لا سيما من يعانين من حالات مرضية ونفسية. وتأتي هذه الدورات انطلاقاً من حرص الوزارة ممثلة برعاية الفتيات بمحافظة الأحساء الحرص على سلامة منسوبيها وإكسابهن المهارة اللازمة للدفاع عن أنفسهن أثناء تأدية عملهن تجاه أي عنف يواجهنه من المستفيدات المريضات نفسياً والجانحات. وقام قسم التدريب والتطوير والعلاقات العامة والإعلام بإشراف أسماء العمير، ومنيرة العميرين بتنفيذ مشروع (كيفية الدفاع عن النفس في مجال العمل) بالتعاون مع مستشفى الصحة النفسية الذي بدأ مرحلته الأولى بإقامة ورشة تدريبية بعنوان «الهياج والعدوانية» بقاعة التدريب بالمؤسسة، إذ حضره 23 موظفة من حارسات الأمن والمراقبات ورئيسات الأقسام والاختصاصيات الاجتماعيات والنفسيات ومساعدة المديرة. واستعرضت المتدربات خلال هذه الدورات قصصاً واقعية من حياتهن اليومية في العمل وكيف تعاملن معها، فيما تناولت أختصاصية الطب النفسي الدكتورة حنان درويش كيفية الدفاع عن النفس ومدى أهميته بالنسبة لهن، فضلاً عن ذكر أنواع الشخصيات والحالات المهيجة (مصدر الخطر) وكيفية التعامل مع كل حالة، كما ذكرت بعض أدوات الدفاع عن النفس، وكيفية السيطرة على النفس. وفيما أكدت درويش على عدم مواجهة العنف بالعنف، بينت أن هناك أساليب وقائية من خلال قراءة النموذج المخصص لكل نزيلة، مشيرة إلى أنه «أحياناً نكون نحن السبب في تهيج الشخص الذي أمامنا، فالعنف يولد العنف»، كما أن الهدوء والتعامل من دون عنف أحياناً يكون علاجاً، وذلك بحسب الحال وخبرة الموظف المتعامل معها. وأوضحت أنه من الشجاعة التصرف الصحيح وقت وقوع الحادثة، لافتة إلى أن معظم اضطرابات الشخصية لدينا، وبخاصة النوع السيكوباتي، يكون أساساً اكتساب الخطأ من الصغر كمجرم صغير ثم يكبر ويكبر معه الجرم من دون وجود بيئة واعية ناصحة تحول دون تطور التصرف الخاطئ وهذا ما يطلق عليه(الجريمة الصغيرة). وحذرت درويش من مواجهة أكثر من حال عدوانية في مقابل موظفة واحدة «أما إذا كانت حال واحدة فيكون التعامل معها ليس مواجهة وإنما من الخلف والضغط على الكتفين وسحبهما للخلف ثم ثني ركبتها الخلفية بركبة الموظفة، مع ضرورة الاستعانة بأية مفرش لتغطية الوجه لكي تهدأ الحالة، ثم يكون هناك تصرف عقابي آخر». ودعت من لديهن حالة أعراض انسحابية التوجه مباشرة إلى الطبيبة المختصة وعدم التعامل مع الحالة لأنها قد تؤدي إلى تشنجات والموت أحياناً.