أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً واصابة 12 آخرين بهجمات عدة صباح أمس في مناطق متفرقة، ابرزها مصرع قائد «صحوة» وأربعة من افراد عائلته جنوب بغداد، فيما أعلن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو أن «ناشطين تلقوا تدريباً في إيران وعادوا إلى العراق» لمهاجمة القوات الأميركية. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان «مسلحين اغتالوا قائد «صحوة» في ناحية اليوسفية واربعة من افراد عائلته» من دون ان يحدد درجة القرابة. وأوضح ان المسلحين «اطلقوا النار على خضير عواد قائد صحوة منطقة الجمبرانة في ناحية اليوسفية (25 كلم جنوب غرب)، واربعة من افراد عائلته داخل منزلهم في ساعة مبكرة صباح اليوم»( أمس). واليوسفية كانت ضمن مناطق «مثلث الموت» سابقاً. ويأتي الحادث ضمن سلسلة هجمات تتعرض لها قوات «الصحوة» في المناطق المحيطة ببغداد خصوصاً بدافع الثأر، او تصفيه الخصوم احياناً. الى ذلك، اكد مصدر في الشرطة «مقتل اثنين من عمال محطة وقود في منطقة المهندسين، وسط بغداد، وإصابة خمسة آخرين من المارة بانفجار عبوتين». وأوضح ان «الانفجارين وقعا صباحاً عند مدخل المحطة». وفي الفلوجة (50 كلم غرب)، اعلن الرائد ياسين محمد عن «مقتل شخص بانفجار عبوة لاصقة بسيارته قرب جسر الجمهورية» وسط المدينة. إلى ذلك، اكد اوديرنو للصحافيين تشديد الاجراءات الامنية المتخذة في القواعد العسكرية اثر تقارير استخباراتية تؤكد ان «كتائب حزب الله»، التي تتلقى دعم طهران، تخطط لشن هجمات. وأوضح «كانت هناك معلومات استخباراتية تتعلق بمحاولة عملاء ايران مهاجمة القواعد الاميركية، وهو امر نراقبه عن كثب». وأضاف «ازدادت التهديدات خلال الاسابيع الاخيرة باحتمال وقوع هجوم ايراني (...) لذلك قمنا بزيادة اجراءاتنا الامنية في بعض قواعدنا». واعتبر اوديرنو ان ذلك «يمثل محاولة من ايران والآخرين للتأثير في دور الولاياتالمتحدة في العراق». وينتشر حالياً في العراق، 74 الف جندي وتأتي التهديدات بالتزامن مع تطبيق استراتيجية خفض عديد القوات. وأكد ان «المعلومات الاستخباراتية تشير الى ان المسلحين خططوا لاستهداف القواعد الاميركية، على رغم عدم وضوح علاقة طهران بذلك». ورداً على سؤال عن دور القيادة الايرانية، قال اوديرنو «انه امر معقد، وهو غالباً ما يكون معقد جداً». وأضاف «ما نعرفه هو ان المستعدين لشن هذا الهجوم توجهوا الى ايران حيث تلقوا تدريبات خاصة قبل ان يعودوا الى البلاد، كما نعلم ان ايران ارسلت الشهر الماضي تقريباً خبراء لمساعدتهم». وأكد ان هذه التهديدات لن تؤثر في عملية خفض اعداد الوحدات القتالية التي ستبلغ خمسين الفاً في اول ايلول (سبتمبر) المقبل على ان يكون الانسحاب كاملاً اواخر كانون الاول (ديسمبر) 2011. على الصعيد الأمني أيضاً، فرضت الاجهزة الامنية في قضاء الخالص التابع لمحافظة ديالى حظراً للتجول اثر تفجير عبوة وسط حشد للمتظاهرين للمطالبة بتنفيذ احكام الاعدام بالمدانين بالتفجيرات التي شهدها القضاء قبل شهرين. وأوضح مسؤول امني ان «قرار الحظر الذي اتخذته القيادة الامنية في القضاء يهدف الى الحيلولة دون وقوع هجمات مماثلة». وأكد العميد سمير عبدالقادر ل «الحياة» ان «الحصيلة الاخيرة لضحايا التفجير بلغت 13 جريحاً». وأشار الى ان «العبوة التي كانت مزروعة داخل تابوت يحمله المحتجون انفجرت قرب حسينية الخالص حيث لجأ المتظاهرون للاحتجاج على تأخر السلطات الامنية والقضائية في تنفيذ الاحكام الصادرة ضد منفذي اعمال العنف التي اوقعت عشرات القتلى خلال الفترة الماضية». وكانت الشرطة المحلية فرقت تظاهرة مماثلة الشهر الماضي بعد ان خرج المئات للمطالبة بإحالة ملفات ستة معتقلين مدانين بتنفيذ الهجمات على المحاكم الخاصة. ويشهد قضاء الخالص هجمات كان آخرها هجومين نفذا بسيارتين مفخختين استهدفتا سوقاً شعبية على الطريق بين القضاء ومدينة بعقوبة في آذار (مارس) ونيسان (ابريل) الماضيين واسفرا عن قتل 115 قتيلاً وجرح 225 شخصاً. وتأتي الاحتجاجات بعد اعلان احكام بإعدام 130 مداناً بتهم ارهابية. وشهد القضاء اجراءات امنية مكثفة بعد اغلاق الطرق المؤدية الى مكان الانفجار، فيما انتشرت الدوريات والعناصر الامنية على الطرق العامة. الى ذلك، اعلنت قيادة شرطة ديالى، تحرير طفل واعتقال اشقاء خاطفه شمال بعقوبة. وأوضح الناطق باسم قيادة الشرطة الرائد غالب عطية الكرخي ان «قوة أمنية تمكنت من تحرير طفل خطف قبل نحو اسبوع في حي الكاطون بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة عن مكان احتجازه».