ضيقت قوات «المقاومة الشعبية» والجيش اليمني أمس، الخناق على جيوب مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح بين محافظتي مأرب والجوف وأعلنت سيطرتها على عدد من المناطق بالتزامن مع غارات لطيران التحالف ومعارك مستمرة ضد المتمردين في جبهات تعز والضالع وشبوة وحجة. وتمكنت قوات الأمن في عدن من تكبيد تنظيم «القاعدة» هزيمة كبيرة، إذ نجحت في السيطرة على أحياء مديرية المنصورة شمال المدينة بعد أربعة أسابيع من بدء عملية أمنية واسعة ضد مسلحي التنظيم شاركت فيها مقاتلات التحالف ومروحيات «الأباتشي». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول عسكري في عدن، أن القوات اليمنية نجحت في الانتشار في الشوارع الرئيسية وفي السيطرة على السجن المركزي بعد مواجهات استمرت ثلاث ساعات. (راجع ص2) وفي زنجبار كبرى مدن محافظة أبين، ذكرت الوكالة أن سكاناً رأوا عناصر من «القاعدة» يخلون المقرات الحكومية من الأسلحة ويتوجهون بها إلى ضواحي المدينة بعد قصف جوي للتحالف. وأضافوا أن عناصر «القاعدة» أعلنوا الاستنفار في زنجبار وجعار المجاورة نتيجة التحليق المكثف لمقاتلات التحالف وطائرات أميركية بدون طيار. وقال مسؤولون محليون في المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت، إن خمسة من أعضاء «القاعدة» قتلوا وجرح ثلاثة آخرون في هذه الغارات. وذكر مسؤول محلي مساء الثلاثاء، أن التنظيم دعا سكان المكلا مساء أول من أمس (الثلثاء)، إلى الاحتجاج على غارة أميركية استهدفت الأسبوع الماضي أحد معسكرات التدريب التابعة له وأدت إلى سقوط 71 قتيلاً. لكن بعض السكان رفضوا الانضمام إلى التظاهرة التي رفع خلالها مؤيدو التنظيم لافتات كتب عليها «غارات الأميركان لن تنال من الجهاد». وذكرت مصادر المقاومة أن عشرات من مسلحي التنظيم غادروا شمال عدن باتجاه محافظتي لحج وأبين المجاورتين حيث يسيطر التنظيم على أهم المدن في المحافظتين، في حين علمت «الحياة» أن السلطات الحكومية تخطط لاستمرار العمليات الأمنية بدعم من قوات التحالف لتأمين المناطق الواقعة بين عدن ولحج وطرد مسلحي التنظيم منها. وعلى صعيد المعارك ضد الحوثيين وقوات صالح، أفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتهما المشتركة شنت هجوماً واسعاً على مواقع المتمردين بين مأرب والجوف في مديريتي «مجزر» و «الغيل»، وقطعت خط إمدادهم وسيطرت على مناطق «الدرب وحصن الدامر وبير الهيب». وأضافت أنها عثرت على مخازن للسلاح تابعة للمليشيات في جبال «حليف» حيث التحمت قوات الجيش والمقاومة القادمة من جهتي مأرب والجوف، في طريقها باتجاه موقع «الصفراء» الاستراتيجي الذي يسيطر عليه المتمردون. وفي مديرية ميدي الحدودية شمال غرب محافظة حجة، استمرت المعارك التي يخوضها الجيش والمقاومة ضد الحوثيين وصالح لليوم الرابع منذ سيطرة القوات الحكومية على المدينة وتقدمها على الشريط الساحلي جنوباً وباتجاه مدينة حرض المجاورة شرقاً. وأفادت مصادر الجيش في المنطقة العسكرية الخامسة، بأن قائد اللواء 82 مشاة العميد منصور ثوابة، أُصيب بجروح أثناء قيادته المعارك في محيط ميدي، كما أكدت مقتل الزعيم القبلي جابر أبو شوصاء أحد مشايخ قبيلة حاشد الذي يقود مجموعات من رجال المقاومة الشعبية في الجبهة نفسها. من جهة أخرى تبحث محادثات الكويت بين الحكومة الشرعية والحوثيين وحلفائهم، التي ينتظر أن تعقد في 18 الشهر المقبل خمسة ملفات هي: انسحاب الجماعات المسلحة وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة، والترتيبات الأمنية الانتقالية، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي، إضافة إلى تشكيل لجنة خاصة معنية بالسجناء والمعتقلين. وقال نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح في تدوينة على موقعه الرسمي في «فايسبوك»، إن «الحوثيين أخطأت تقديراتهم، إذ بنوا آمالاً كبيرة عندما أطلقوا إعلانهم الدستوري المهترئ، ليشكلوا مجلسهم الثوري الهزيل، ليكون بديلاً لسلطة الدولة الشرعية، فهبت عاصفة الحزم وتبعها الأمل، ليليهما البناء والعمل». وفي إشارة إلى مباحثات الكويت قال: «إننا اليوم نقف على أعتاب عام يكون السلام محوره، وسيكون اختباراً لنوايا الأطراف التي انقلبت على مؤسسات الدولة لإثبات جديتهم في طرق أبواب السلام».