كان اليوم الأخير لاختبارات طالبات المرحلة الثانوية «القسم الإداري» في الثانوية 104، وعلى رغم مشاعر الخوف والارتباك والفرح والإنجاز إلا أنهن حينما تسلمن ورقة الاختبار لمادة «العلوم الإدارية» بدأن يفكرن ويذكرن ما حفظن خلال مراجعتهن للمادة ولم يستغرق الوقت كثيراً حتى دخلت معلمة تحتضن بين يديها مجموعة من «الورود» لداخل الصف وبدأت بتوزيعها على الطالبات وتتوقف بعضهن لتتأمل الوردة والعبارة المكتوبة في البطاقة وهدية الشوكولاتة التي ربطت بإحكام حتى تتناولها الطالبة وتحس بالفرح وتنجز في الاختبار بطريقة عجيبة هكذا كتبته معلمة المادة هدى المشاري «اختباري متعة» رسمت بداخل كل الطالبات ذكرى لن تنسى ومفاجأة ظلت مرسومة في ذاكرتها، حيث تقول نوال العتيبي: «مفاجأة جميلة جداً، ولقد أحببت عبارة «اختباري متعة» فعلاً أسعدتني الوردة جداً وحفزتني من جميع الجهات وجعلتني أخفف من رهبة الاختبار، فأشكر المعلمة من كل قلبي». وترد زميلتها رغد الجساس قائلة: «شعرت بقرب المعلمة لنا ودعمها نفسياً ومعنوياً، وهذه بادرة تشكر عليها، وستكون دافعاً لنا إلى مزيد من التفوق والنجاح وكل الشكر والتقدير لها». وتعلق ريمان النصيان عن مشاعرها التي وصفتها «بالجميلة والنادرة» قائلة: «حينما أشعر بالخوف والارتباك من الاختبار تأتي إليّ وردة وتوضع على طاولتي. إنه شيء مميز ونادر وجميل، وصعب أن أصفه بكل الطرق بصراحة كل مشاعر الخوف ذهبت بسرعة، وظل طيفها يهدئ كل مشاعر الارتباك». وتقول رنا الروضان إنه أسلوب من أساليب التحفيز المعنوي الإيجابي، ويساعد على إزاحة الخوف، وهذه المواقف النادرة لا تتكرر كثيراً إلا في معلمات مميزات يمتلكن مشاعر صادقة نحو طالباتهن ويسعين لتقديم الأفضل دوماً، وهذا ما سأفعله بصدق حينما أتخرج وأعمل بإذن الله». من جانب آخر، تعلق معلمة المواد الإدارية في الثانوية 104 هدى المشاري قائلة: «بصراحة حبي للطالبات وللمادة دفعاني إلى أن أفكر بطريقة تجعل الطالبات يحببن المادة نفسها من خلال تعاملي معهن». وتشير إلى أن هذه الأفكار، ولاسيما في مثل هذه الأوقات، تقلل من رهبة الاختبار والخوف، فالطالبة في هذا العمر بحاجة إلى من يحتضنها، وهذا ما لمسته منهن جميعاً. ولأن بعض المدارس تشجع طالباتها وتحاول تذليل مشاعر رهبة الاختبارات وتفتقر بعضها إلى هذه الأساليب إلا أنها ترى أن المدارس في تطور مستمر، فالإدارة تحرص على توفير الراحة لطالباتها خلال فترة الاختبارات.