أقر المدير العام للمياه في منطقة الرياض المهندس عبدالله العبودي بأن حي السلي يعاني فعلياً من مشكلات في شبكة الصرف الصحي، والمديرية تعمل على مد شبكات إضافية، مشيراً إلى أنها شبكة الصرف عولجت في وقت سابق.وقال ل«الحياة»: «يوجد مقاولون ينفذون شبكة بطول 44 كيلومتراً، تم تنفيذ 25 كيلومتراً والمتبقي 19»، مضيفاً: «نتوقع أن يكتمل المشروع خلال العامين المقبلين». وبرّر العبودي التأخر في تنفيذ المشاريع إلى أن مشاريع الطرق تأخذ وقتاً طويلاً من عمليات الحفر وفتح الخطوط وردم الطبقات الترابية عبر مراحل وتحديد طبيعة الأرض والتربة التي لها دور في مدة الانتهاء من المشروع. وعن تأخر مشروع الصرف الموجود في الحي الذي بدأ منذ أربعة أعوام، ولم ينته حتى الآن، أكد العبودي أن كل مشروع يجب أن «يأخذ مدته الكافية قبل أن يبدأ، والرهان على الزمن»، مشيراً إلى أن مشكلات المقاولين زالت وانتهت، ووزارة العمل بذلت جهوداً لاستخراج تأشيرات العمالة للمقاولين بكل سهولة، وفي الوقت المحدد. وقال إن المستنقعات الموجودة في الحي تعود لسوء استخدام المواطنين للمياه وهدرها عند غسل «أحواش» منازلهم. من جهته، يقول نادر الناصر من سكان حي السعادة في السلي إن مشكلة تصريف المياه إلى الشوارع في الحي تعدّ من المعضلات التي تؤرّق السكان، خصوصاً بعد هطول الأمطار، إذ تغرق الشوارع بالمياه، التي تعوق حركة السير والمرور وتتسبب في وقوع الحوادث المرورية. ويلفت إلى تكوّن برك راكدة من المياه يؤثر على الصحة العامة نتيجة توالد البكتيريا والحشرات بالقرب من المساكن، ناهيك عمّا تلحقه من تشوهات بالمنظر العام. أما ناصر الجالي فيؤكد أنهم يعانون الكثير من غياب الصرف الصحي في الحي، فهذه الروائح الكريهة المنبعثة على الدوام من «الصرف الصحي» التي أصبحت كالأنهار تجري في شوارع الحي ليل نهار. ويضيف: «استبشر أهالي الحي خيراً مع بداية إنشاء الصرف الصحي والانتهاء منه، إلا أن أربع سنوات مضت ونحن لا نزال ننتظر إطلاق المشروع». واستطرد: أسهمت هذه المشكلة في زيادة عدد صهاريج الصرف الصحي التي تكلف الأهالي 500 ريال شهرياً، وما سيزيد من مشكلاتنا هو هطول الأمطار، الذي يزيد معه كمية المياه في الطرق بلا تصريف لها، لتتكرر المعاناة كل عام». ويعتبر سعد المرزوق (من سكان الحي) أن مياه المجاري أصبحت «كابوساً مزعجاً» للجميع، فالحي أصبح بحيرة من مياه الصرف الصحي التي تنبعث منها الروائح الكريهة، وعند فتح النوافذ لتلطيف وتغيير الهواء يتحول الأمر إلى نقمة، بسبب الروائح السيئة التي تملأ أرجاء المكان والتي تزكم الأنوف، وفي أيام الصيف تزداد الروائح ما يضاعف معاناتهم مع الروائح الكريهة.