اتهم أعضاء في مجلس الشورى السعودي أمس، تجار الأعشاب ذات الادعاء الطبي، بالتسبب في زيادة حالات الإصابة بالفشل الكلوي، محذرين من نشوء سوق سوداء لهذه التجارة. كما انتقد أعضاء ارتفاع نسبة العمولة في برنامج «كفالة»، لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ودعوا إلى رفع مبلغ الإقراض إلى 3 ملايين ريال. وقدم الأعضاء مقترحات لتطوير العمل في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، منها تحويل مياه زمزم إلى عبوات صغيرة توزع في أرجاء المسجد الحرام، والإفادة من الإعلام والتواصل الإعلامي من خلال الوسائل الحديثة، مثل «تويتر، وواتساب، وفيسبوك، وإنستغرام». كما اقترحوا إيجاد موقع إعلامي على وسائل التواصل، يتيح للمعتمرين والحجاج كتابة ملاحظاتهم ومقترحاتهم لتطوير العمل في الحرمين الشريفين. وأيضاً إنشاء إدارة للحشود في المسجد الحرام، ومعالجة الزحام عند الحجر الأسود وفي حجر إسماعيل. وأيضاً إنشاء مبنى مستقل لمكتبة الحرم المكي على الطراز الإسلامي، والتركيز على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وعدم تشتيت جهودها في مشاريع ثانوية. وحذرت عضو مجلس الشورى الدكتورة خولة الكريع، ما وصفته ب«الآثار الخطرة للفراغ التشريعي»، وخصوصاً في قضية تجارة العلاج بالأعشاب، عازية انتشار الفشل الكلوي في المجتمع السعودي إلى لجوء البعض إلى العلاج بهذه الوسيلة. وطالبت في مداخلة لها خلال مناقشة المجلس لمقترح مشروع نظام الأعشاب ذات الادعاء الطبي ومشتقاتها المقدم من العضو الدكتور محسن الحازمي أمس ب«حملة تثقيفية كبرى لتحذير المجتمع من مخاطر تصديق الادعاءات المضللة لعرابي هذه التجارة في المملكة». كما حذر الدكتور عبدالله الفيفي من «إغفال مشروع النظام» لدعم التوجه إلى الإنتاج والتصنيع على حساب المبالغة في المنع، والتهديد الذي قد يؤدي إلى تجارة ممنوعة، نتيجة عدم وجود البديل»، مشدداً على أهمية «إيجاد بديل جاهز حتى لا نضطر إلى الاستيراد، أو الدفع باتجاه إيجاد سوق سوداء». ودعت الدكتورة زينب أبو طالب في مداخلتها إلى «تفعيل دور المركز الوطني للطب البديل، ليؤدي دوره في حماية المستهلك، إضافة إلى تنظيم ورعاية حملات تثقيفية متخصصة لمواجهة الادعاءات الطبية لبعض مروجي هذه المستحضرات». فيما اقترح العضو الدكتور خليفة الدوسري «استيراد الأعشاب معلبة وتدوين نوعها والوصفة عليها مع تاريخ الاستهلاك»، قبل أن يوافق المجلس في جلسته العادية ال57 في الرياض أمس برئاسة الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ، على طلب اللجنة منحها مزيداً من الوقت، لدرس ما طرحه الأعضاء من آراء. ويعالج المشروع المقترح ظواهر سلبية عدة تتعلق ب«إنتاج، واستيراد، وتخزين، وعرض، وتسويق، وبيع الأعشاب في محال العطارة»، مستهدفاً ب«34 مادة موزعة على 9 فصول ضمان مأمونية وجودة، وفاعلية وسلامة تداول واستخدام الأعشاب، وتسهيل الاتجار بالمستحضرات العشبية ذات الفوائد الغذائية أو الدوائية». وفي موضوع آخر، تساءل عضو مجلس الشورى صالح العفالق عن سبب ارتفاع نسبة العمولة في برنامج «كفالة»، داعياً في مداخلة له خلال مناقشة المجلس أمس تقرير اللجنة المالية بشأن التقرير السنوي لصندوق التنمية الصناعية السعودي، وبرنامج كفالة تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إلى ارتفاع مبلغ الإقراض إلى 3 ملايين ريال. واقترحت الدكتورة حياة سندي أن «يكون صندوق التنمية الصناعية شريكاً في المشاريع، وليس ممولاً فقط، لتحفيز الشباب على المبادرة في الاستثمار الصناعي». من جهته، دعا الدكتور جبريل العريشي الصندوق إلى «وضع آلية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تقوم أعمالها على توطين الصناعات». فيما تضمنت توصيات اللجنة المالية ضرورة «تقديم الخدمات المساندة في المجالات المالية والفنية والإدارية والتسويقية والتقنية للمستفيدين بالتعاون مع الجهات المتخصصة، إضافة إلى توفير قواعد معلومات متكاملة عن الاستثمار الصناعي في المملكة، مع تحديثها المستمر وعرضها للمستفيدين بالطريقة المناسبة». وكان المجلس وافق خلال جلسته أمس على مشروع اتفاق الخدمات الجوية بين حكومة المملكة وحكومة قيرغيزستان، وذلك بعد أن استمع إلى تقرير لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بشأن مشروع الاتفاق. ... دعوات لإنشاء «إدارة حشود» في المسجد الحرام اقترح عضو مجلس الشورى عساف أبو ثنين تحويل مياه زمزم إلى عبوات صغيرة توزع في أرجاء المسجد الحرام، مشيراً إلى أن ذلك يوفر جهد التعبئة والتوزيع، وخصوصاً مع تطور وسائل التقنية لنقل وتوزيع المياه، وبعد إطلاق مشروع الملك عبدالله لتعبئة مياه زمزم. ونوه أبو ثنين في مداخلته خلال مناقشة المجلس التقرير السنوي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للعام المالي 1435-1436ه، بأهمية الإعلام والتواصل الإعلامي من خلال الوسائل الحديثة «تويتر، وواتساب، وفيسبوك، وانستغرام»، كما اقترح إيجاد موقع إعلامي على وسائل التواصل بمسمى «عين الحرمين الشريفين» يحق لكل مسلم زائر أو معتمر أو حاج أن يكتب للرئاسة من خلاله ملاحظاته ومقترحاته لتطوير العمل في الحرمين الشريفين، مؤكداً أن الرئاسة «ستجد من جميع المسلمين تجاوباً». من جهته، طالب الدكتور حسام العنقري الرئاسة بإنشاء إدارة للحشود في المسجد الحرام، تنفيذاً لقرار أصدره المجلس في وقت سابق، داعياً رئاسة المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى معالجة الزحام عند الحجر الأسود وفي حجر إسماعيل. وفيما لم تؤيد العضو دلال الحربي توصية اللجنة بالاستعانة ببيوت الخبرة المتخصصة لإمكان تعاون الرئاسة مع معهد الإدارة العامة، وأكاديميين في مجال التطوير الإداري للجهاز، طالبت الحربي رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ب«إنشاء مبنى مستقل لمكتبة الحرم المكي على الطراز الإسلامي، والتركيز على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وعدم تشتيت جهودها في مشاريع ثانوية مثل تعبئة مياه زمزم وتوزيعها، والمشاركة في المعارض وطباعة وتوزيع المنشورات في المطارات». ودعت عضو المجلس الرئاسة إلى «الاهتمام بالمؤذنين في الحرمين الشريفين، بعد تراجع عدد المؤذنين إلى 15 فقط»، معتبرة أن هذا التراجع «مؤشراً على حال القائمين على رفع الأذان في أطهر بقعتين». وطالبت ب«إنشاء مدرسة خاصة بالمؤذنين وشعيرة الأذان». وفي مداخلتها شددت الدكتورة وفاء طيبة على ضرورة «زيادة المساحة المتاحة للنساء في الروضة الشريفة بالحرم النبوي»،