الحديث عن قطاع التعدين في المملكة يثير الطمأنينة المتجددة بمكنون أرضها الطيبة من الثروات الطبيعية ، وما أفاء الله عليها من كنوز وخيرات ، وأنعم عليها بقيادة حكيمة تعظم مكانة الوطن وإمكانته ، وطموحات شعبه وتطلعاته ، وهو الثروة الوطنية الأهم. فقفزات الإنجاز تتوالى لتحقيق مستهدفات الرؤية السعودية 2030 ، التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، حفظه الله ، لحاضر ومستقبل التنمية الشاملة والاقتصاد المستدام بكافة القطاعات ، ومنها التعدين واستراتيجيته المثمرة للاستثمار والوظائف ، لتكون المملكة مركزا عالميا للصناعات التعدينية لما تشكله من ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي. القراءة الدقيقة لهذا القطاع الحيوي تأخذنا إلى الحقائق التي أكد عليها وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر الخريف ، بأن الاستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات التحويلية تتضمن 42 مبادرة تهدف لرفع إسهام القطاع في الناتج المحلي وخلق الفرص الاستثمارية والوظائف للمواطنين مع ارتفاع رخص التعدين ، حيث تستهدف رؤية 2030 ، توسيع القاعدة الاقتصادية من خلال تحويل المملكة لقوة صناعية رائدة ، ليكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية استنادا لتوفير الثروات الطبيعية المقدر حجمها ب 1.3 تريليون دولار( 5 تريلون ريال ) وفي ظل تزايد الطلب العالمي. ومن نجاحات الاستراتيجية ، إطلاق مبادرة الاستكشاف المسرع لإجراء المسوح وتقييم مواقع المعادن التي ستشمل ما يزيد على 50 موقعا معتمدا إضافة إلى البدء في تنففيذ مبادرة مشروع المسح الجيولوجي العام لتغطية 600 ألف كيلومتر متر مربع في منطقة الدرع العربي. خارطة المعادن في السياق أيضا ، كشف نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر عن تنوّع ثروات المملكة المعدنية التي تقدر بنحو 5 تريليونات ريال، ما بين الفوسفات والذهب والنحاس والزنك والمعادن الأرضية النادرة كالتانتوم والنابيوم والألومنيوم. وبلغة الأرقام بلغ حجم قطاع التعدين في عام 2021م وصل إلى 83 مليار ريال، وتستهدف المملكة بحلول عام 2030م زيادة حجم القطاع ليصل إلى 240 مليار ريال، وذلك من خلال تعظيم القيمة المتحققة من القطاع والاستفادة منه، مؤكداً أن المملكة نفّذت 80% من مستهدفات إستراتيجية التعدين بفضل تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق رؤية المملكة 2030. بالنسبة للفوسفات ، وبحسب نائب الوزير ، تحتل المملكة المرتبة الخامسة على مستوى العالم في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، التي تضيف نحو 14 مليار ريال إلى الناتج المحلي، وتوفر 10 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. استثمارات رأس الخير في عام 2017م دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، مدينة رأس الخير باستثمارات بلغت 130 مليار ريال ، وواصلت المملكة إنجازاتها بعد النجاح الكبير في مشروع مدينة رأس الخير، عندما دشّن – حفظه الله – مصانع وعد الشمال في 2018م، باستثمارات بلغت حوالي 55 مليار ريال، 30 مليار ريال منها للفوسفات، كما أنشأت المملكة محطة كهربائية 10% منها على الطاقة الشمسية. أما الذهب في المملكة يرجع تاريخه إلى 3 آلاف سنة، ويُشكّل ما نسبته 18% من ثروات المملكة المعدنية، بإيرادات تصل إلى ما بين 3 و 4 مليارات ريال، وبحجم إنتاج يصل إلى حوالي 400 ألف أونصة من الذهب. وبين نائب الوزير أن الذهب يوجد في 6 مناجم قائمة، وتعمل المملكة على إنشاء 6 مناجم، منها منجم المنصورة والمسرة باستثمارات تزيد على 4 مليارات ريال، وسيكون أكبر منجم في المملكة، لتحقيق مستهدفات إستراتيجية التعدين التي تهدف إلى رفع إيرادات الذهب لتصل إلى 15 مليار ريال. وماذا عن ثروة المملكة من معدن النحاس؟ يوضح المهندس خالد المديفر ، أن النحاس من أهم المعادن في المستقبل، حيث يدخل في صناعة الإلكترونيات والطاقة المتجددة، وهو من المعادن القديمة التي ستزيد أهميتها في المستقبل، لدخوله في السيارات الكهربائية التي تستهلك أربعة أضعاف استهلاك السيارات العادية من النحاس، ويشكّل اليوم النحاس 17% من ثروات المملكة المعدنية بما يعادل 850 مليار ريال . أيضا الألمنيوم ويعد أحد أهم المعادن المستقبلية وهو أحد الأمثلة على مسيرة المملكة نحو تحقيق أحد أهداف رؤيتها لقطاع التعدين، وهو تعظيم القيمة المتحققة منه عبر تحويل 50 مليار من الثروات المعدنية إلى منتج مُصنّع لشركات عالمية يستخدم حول العالم مثل هياكل سيارات شركة رنج روفر.