كشف نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر عن تنوّع ثروات المملكة المعدنية التي تقدر بنحو 5 تريليونات ريال، تتنوع بين الفوسفات والذهب والنحاس والزنك والمعادن الأرضية النادرة كالتانتوم والنابيوم والألومنيوم. وأفاد معاليه أن حجم قطاع التعدين في عام 2021م وصل إلى 83 مليار ريال، وتستهدف المملكة بحلول عام 2030م زيادة حجم القطاع ليصل إلى 240 مليار ريال، وذلك من خلال تعظيم القيمة المتحققة من القطاع والاستفادة منه، مؤكداً أن المملكة نفّذت 80% من مستهدفات إستراتيجية التعدين بفضل تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق رؤية المملكة 2030. وأضاف أن الفوسفات الذي اكتشف في المملكة بين عامي 1965م و1975م، يشكّل ربع موارد المملكة المعدنية، وتحتل المملكة المرتبة الخامسة على مستوى العالم في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، والمرتبة الثانية من حيث الخبرة في صناعة الفوسفات، حيث بلغت مبيعات الأسمدة الفوسفاتية 10 مليارات ريال، لحوالي 6 ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية، تضيف على الناتج المحلي 14 مليار ريال، وتوفر 10 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. كما أشار معاليه إلى أن 85% من الفوسفات يستخدم في صناعة الأسمدة الفوسفاتية التي تلقى اهتمامًا عالميًا كبيرًا وخاصة في الدول التي تعتمد على الزراعة وإنتاج الأغذية، حيث تعد الأسمدة الفوسفاتية ثاني أهم أنواع السماد بعد سماد اليوريا. وبيّن أن نجاح المملكة في الفوسفات يؤكد قدرتنا على مواجهة التحديات والتغلب عليها، حيث إن الدراسات الأولية من الشركات الأجنبية أوصت في المراحل الأولى بصرف النظر عن استخراج الفوسفات لصعوبة المناطق البيئية، وعدم توفر البنية التحتية المناسبة، ولكن -بفضل الله- ثم الجهود المتكاتفة ودعم القيادة الرشيدة وتوجيهاتها، تم العمل على عدد من المشاريع التأهيلية لبدء استخراج الفوسفات وتصنيعه، وحققت المملكة نجاحاتها الحالية، مبيّناً أن مجلس الوزراء في عام 2006 أقرّ بناء سكة حديد وإنشاء شركة سار لنقل الفوسفات من حزم الجلاميد إلى مدينة رأس الخير التي بدأت باستثمارات زادت عن 90 مليار ريال، منها 20 مليار للفوسفات، و 70 مليار للبُنى التحتية، وفي عام 2017م دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مدينة رأس الخير باستثمارات بلغت 130 مليار ريال. وأضاف معاليه أن المملكة واصلت إنجازاتها بعد النجاح الكبير في مشروع مدينة رأس الخير، عندما دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مصانع وعد الشمال في 2018م، باستثمارات بلغت حوالي 55 مليار ريال، 30 مليار ريال منها للفوسفات، كما أنشأت المملكة محطة كهربائية 10% منها على الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن الذهب في المملكة يرجع تاريخه إلى 3 آلاف سنة، ويُشكّل ما نسبته 18% من ثروات المملكة المعدنية، بإيرادات تصل إلى ما بين 3 و 4 مليارات ريال، وبحجم إنتاج يصل إلى حوالي 400 ألف أونصة من الذهب. وبين أن الذهب يوجد في 6 مناجم عاملة وهي: مهد الذهب وبُلغة والصخيبرات والدويحي والسوق والأمار، وتعمل المملكة على إنشاء 6 مناجم، منها منجم المنصورة والمسرة باستثمارات تزيد على 4 مليارات ريال، وسيكون أكبر منجم في المملكة، لتحقيق مستهدفات إستراتيجية التعدين التي تهدف إلى رفع إيرادات الذهب لتصل إلى 15 مليار ريال. وأكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين أن النحاس من أهم المعادن في المستقبل، حيث يدخل في صناعة الإلكترونيات والطاقة المتجددة، وهو من المعادن القديمة التي ستزيد أهميتها في المستقبل، لدخوله في السيارات الكهربائية التي تستهلك أربعة أضعاف استهلاك السيارات العادية من النحاس، ويشكّل اليوم النحاس 17% من ثروات المملكة المعدنية بما يعادل 850 مليار ريال، حيث يوجد في عدد من المناطق في المملكة، ويُستخرج في منجمين هما منجم جبل صايد، ومنجم النقرة في القصيم، مؤكداً أهمية الألمنيوم كأحد أهم المعادن المستقبلية وهو أحد الأمثلة على مسيرتنا نحو تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة لقطاع التعدين، وهو تعظيم القيمة المتحققة من القطاع والاستفادة منه، وذلك عبر تحويل 50 مليار من الثروات المعدنية إلى منتج مُصنّع لشركات عالمية يستخدم حول العالم مثل هياكل سيارات شركة رنج روفر.