= 3 = توقف أمام المسجد المبني بالحجارة السوداء في هندسة بسيطة رائعة انه مسجد الغمامة تساءل كم من الزمن مضى عليه.. من جانبه القى نظرة طويلة على المشروع الضخم للمسجد النبوي الذي احتوى كل مرابع صباه وشبابه.. الأنوار المشعة من المآذن الى عنان السماء لازالت تشعره بشموخها.. لمح في اخر الميدان الكبير رجلاً يسند ظهره على عامود النور في خطوات بطيئة ذهب اليه.. وقف أمامه في تساؤل بصوت غير مفهوم قال له الرجل : ساعدني على الوقوف، مد إليه يده المعروقة.. شعر بخشونتها في كفه.. اغرتكز العجوز على عصاه.. وهو يقول لقد ضيعت طريق بيتي. ضحك في كمه.. قال له لست الوحيد الذي تاه من قدمه الطريق. لم يفهم العجوز.. فواصل كلامه.. منذ سنوات لم أخرج من بيتي.. المدينة تغيرت.. وكمان كبرت.. صليت المغرب في المسجد ولا أعرف من أين دخلت أو من أين خرجت.. هل أنت من هنا..؟ قالها العجوز. ارتبك .. ثم قال نعم ولكنني غائب عن هنا منذ سنوات فأنا مثلك تغيرت "المدينة" أمامي.. انني لا أعرف الى أين أنا ذاهب. ضحك العجوز وهو يقول: حالك يغني عن سؤالك.. وغداً نكمل