أمير الرياض يستقبل رؤساء المراكز ومديري القطاعات الحكومية بمحافظة المجمعة    نائب أمير عسير يتوّج فريق الدفاع المدني بكأس بطولة أجاوييد 2    الظهران تستضيف المؤتمر السعودي البحري واللوجستي في سبتمبر المقبل    "إعادة" تُسجّل أداءً قوياً في الربع الأول من العام 2024 بارتفاع الأرباح إلى 31.8 مليون ريال    النفط يرتفع مع سحب المخزونات الأمريكية وارتفاع واردات الصين    عقود ب3.5 مليار لتأهيل وتشغيل محطات معالجة بالشرقية    جمعية البر بالشرقية توقع اتفاقية لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر    تاليسكا يتغنى بفترته مع النصر ويتحدث عن علاقته مع رونالدو    الزلفي تحتفي بعام الإبل بفعاليات منوعة وورش عمل وعروض ضوئية    مفتي عام المملكة يستقبل نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي    أمير الحدود الشمالية يتسلّم تقريرًا عن الصناديق العائلية والوقفية بالمنطقة    فيصل بن خالد بن سلطان يطلع على مشروع ربط حي المساعدية بحي الناصرية بمدينة عرعر    «تقييم» تبدأ بتصحيح أوضاع القائمين بتقدير أضرار المركبات في عددٍ من المناطق والمحافظات    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    حساب المواطن يودع 3.4 مليار ريال مخصص دعم مايو    القيادة تهنئ رئيس جمهورية طاجيكستان بذكرى يوم النصر لبلاده    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية القرغيزية بذكرى يوم النصر لبلاده    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من باكستان    توقع بهطول أمطار رعدية    إطلاق مبادرة SPT الاستثنائية لتكريم رواد صناعة الأفلام تحت خط الإنتاج    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ويتأهل إلى نهائي "الأبطال"    إخلاء مبنى في مطار ميونخ بألمانيا بسبب حادث أمني    "واتساب" يجرب ميزة جديدة للتحكم بالصور والفيديو    طرح تذاكر مباراة النصر والهلال في "الديريي"    زيت الزيتون يقي أمراض الشيخوخة    محادثات "روسية-أرميني" عقب توتر العلاقات بينهما    بايدن يهدد بوقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا اجتاحت رفح    الديوان الملكي: وفاة والدة الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود    جدة التاريخية.. «الأنسنة» بجودة حياة وعُمران اقتصاد    «سلمان للإغاثة» يختتم البرنامج التطوعي ال25 في «الزعتري»    دجاجة مدللة تعيش في منزل فخم وتملك حساباً في «فيسبوك» !    الاتحاد يتحدى الهلال في نهائي كأس النخبة لكرة الطائرة    أشباح الروح    بحّارٌ مستكشف    منها الطبيب والإعلامي والمعلم .. وظائف تحميك من الخرف !    النوم.. علاج مناسب للاضطراب العاطفي    احذر.. الغضب يضيق الأوعية ويدمر القلب    المملكة ونمذجة العدل    القيادة تعزي رئيس البرازيل    يسرق من حساب خطيبته لشراء خاتم الزفاف    روح المدينة    خلال المعرض الدولي للاختراعات في جنيف.. الطالب عبدالعزيزالحربي يحصد ذهبية تبريد بطاريات الليثيوم    ختام منافسة فورمولا وان بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي    كشافة شباب مكة يطمئنون على المهندس أبا    شقيق الزميل حسين هزازي في ذمة الله    " الحمض" يكشف جريمة قتل بعد 6 عقود    الوعي وتقدير الجار كفيلان بتجنب المشاكل.. مواقف السيارات.. أزمات متجددة داخل الأحياء    نائب أمير الشرقية يلتقي أهالي الأحساء ويؤكد اهتمام القيادة بتطور الإنسان السعودي    سعود بن جلوي يرعى حفل تخريج 470 من طلبة البكالوريوس والماجستير من كلية جدة العالمية الأهلية    فهيم يحتفل بزواج عبدالله    نائب أمير منطقة مكة يكرم الفائزين في مبادرة " منافس    لقاح لفيروسات" كورونا" غير المكتشفة    أعطيك السي في ؟!    الاتصال بالوزير أسهل من المدير !    سمير عثمان لا عليك منهم    الذهب من منظور المدارس الاقتصادية !    حماس.. إلا الحماقة أعيت من يداويها    استقبل مواطنين ومسؤولين.. أمير تبوك ينوه بدور المستشفيات العسكرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى تختفي من مجتمعنا ظاهرة تقديم الطعام في كل مأتم عزاء؟
نشر في البلاد يوم 08 - 09 - 2015

جدة – بخيت الزهراني – ابراهيم المدني – عبدالهادي المالكي
المدينة المنورة – محمد قاسم – غفران ابراهيم
هناك ظاهرة تقديم العشاء كل يوم من أيام العزاء .. حتى أصبحت واجباً لابد من القيام به .. وان كان هناك من المعارف والاحباب من يتقدم مشكوراً بالتكفل بهذه "الوليمة" وهي "وليمة" مغشوشة في – الوقت – منزوعة "الراحة" فهي ليست لأهل – المتوفي – التي قال عنها صلوات الله عليه:اصنعوا لآل جعفر طعاماً فان لديهم ما يشغلهم .. وهذا التوجيه بالطعام لأهل المتوفي وليس لمن يأتي معزياً.على أية حال كان لنا لقاء سريع مع بعض الاخوة وطرحنا عليهم هذا السؤال.

هل ترى لزوماً في تقديم العشاء في ايام العزاء للمعزين؟
– قال المهندس طالب عيسى المشهدي ان ظاهرة تقديم وجبة العشاء في أماكن تقديم العزاء الذي يحرص عليه أهل – المتوفي – فيه الكثير من عدم اللزومية له .. فأولا تقديم الطعام في وقت لم يتعود الناس ان يتناولوا عشاءهم فيه ثم وضع تلك الموائد في العراء مما يعرضها للأتربة .. ثانياً انه أمر لا لزوم كل ذلك يحدث بدون داعي له ابداً.
وقال : د. محمود بترجي لو ان تلك المبالغ التي تصرف في مثل هذه المناسبة تذهب لأوجه الخير على روح – المتوفي – لكانت أحسن .. من هذه الموائد التي تقدم للمعزين .. انه أمر لابد من ايقافه وصرف تلك المبالغ في اوجه الخير.
الاستاذ أسعد حمزة شيرة قال ان تقديم العشا لمن يأتي معزياً في أصله كان عملا للمجاملة لأهل المتوفي.. لكن مع مرور الزمن أصبح كأنه واجب.. وهو غير ذلك تماماً فلابد ان يتقدم واحد ويوقف هذا السلوك وان كان لابد من تقديم طعام فهو لأهل الميت يكون لهم فقط كما قال صلوات الله عليه اعملوا لآل جعفر طعاماً فان لديهم عندهم ما يشغلهم او كما قال صلوات الله عليه .. لا تقديمه على كل من أتى معزياً طوال أيام العزاء.
الاستاذ محمد أحمد مشاط يرى في هذه الدعوة شبه المراكبية لا لزوم لها فهي من العادات غير المستساغة أبداً.. لقد تعودنا في تلك الزمانات على ما يسمى بالثالث فقط . والذي أغلبه كان للنساء.
الاستاذ عدنان صعيدي .. قال لا اعتقد انه من لزوميات – العزاء – لكن الناس بدأوا يعتادون عليها وهم بهذه العادة التي دخلت حياتنا ككثير من العادات التي وجدنا انفسنا في دواخلها ولا يستطيع القضاء عليها الا بالاقدام الصريح عليها.
الاستاذ كمال عبدالقادر .. قال هل هي العادة الوحيدة التي دخلت حياتنا ان هناك الكثير من العادات التي دخلت حياتنا ولم نستطيع التخلص منها .. هذه واحدة لا أعرف كيف دخلت في حياتنا.
** الاستاذ عبدالله رواس .. هذه عادة طارئة علينا .. لم نكن نعرف عنها شيئاً صحيح كان هناك ما يسمى بالثالث .. والثامن لكن هكذا على مدى الثلاثة ايام هذه جديدة ولابد من شجاع يوقفها لان فيها الكثير من الاسراف.. وهناك مع الاسف من يتباهى بما يقدمه من – عشاء – حيث يتفق مع أحد الفنادق الكبيرة .
وهكذا هذه بعض النماذج من الاخوة الزملاء الذين عرض الأمر معهم فأجمعوا على عدم معقولية هذه – الوجبة – التي تقدم في العراء وعلى الطرقات ايضاً.
إحراج لأسرة المتوفي
من جانبه لفت الدكتور سالم باعجاجة الاستاذ بجامعة الطائف الى ان انتظار بعض المعزين في موقع العزاء بعد تقديمهم لواجب العزاء وتوافد اخرين من القريبين للموقع سبب حرجاً كبيراً لأسرة المتوفي خاصة وان بعض الاسر من ذوي الدخل المحدود ولا يستطيعون اقامة مأدبة عشاء لكافة المعزين واضاف من المؤسف ان الكثير من المعزين لا يملكون الثقافة الكافية للتعامل في مثل هذه المناسبات وفئة منهم تتعامل وفق افكار وسلوكيات الاخرين اضافة لوجود فئة استطيع اطلاق مسمى المتطفلين وهم الذين يبحثون عن أي مكان لتناول الطعام فيه ببلاش واستطرد الدكتور سالم باعجاجة يقول قدمت واجب العزاء لكثير من الاسر في جدة وفي مدن اخرى وفي خارج المملكة وما لاحظته في جدة مختلف ففي هذه المدينة مثلا تحرص كثير من الاسر على تقديم العشاء للمعزين لدرجة ان بعض الاسر تقترض المال وهذا سلوك يخالف السنة النبوية المطهرة وفيه تكليف على المسلم وارهاق لميزانيته وهو في حقيقة الأمر اولى بالرعاية واحق بهذا الطعام الذي قدمه للمعزين فليس كل المعزين من الفقراء حتى يتصدق عليهم فنصفهم من اصدقاء "أشعب" وكان حرياً بأسرة المتوفي اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعدم تقليد الاخرين في سلوكياتهم مشيراً الى ضرورة مشاركة وسائل الاعلام في توعية افراد المجتمع حول الظواهر السلبية ومنها ظاهرة تقديم اهل العزاء لوجبة العشاء للمعزين.
هذه ظاهرة سلبية
من حهته قال الاستاذ محسن بن محمد النقيب "تاجر" ان تقديم اهل العزاء لوجبة العشا للمعزين تعد ظاهرة سلبية في المجتمع حرص الكثير على تقديمها بالتقليد دون ادراك لمقاصدها الشرعية وهدف البعض الاجر والثواب من الله عز وجل ولكن في حقيقة الامر ان المعزين خاصة الاقارب والجيران هم من يجب ان يقدم العون لاسرة المتوفي لا ان يحدث العكس واضاف من المفروض ان لا تهتم اسرة المتوفي بتقديم العشا للمعزين وبعد انتهاء العزاء يذهبون لمساكنهم ولا يشغلون انفسهم بمن اتى لملء بطنه بالطعام واذا كانت اسرة المتوفي مقتدرة فعليها التصدق على المحتاجين فهم الاولى واحق من غيرهم وطالب الاستاذ محسن النقيب العلماء والفقهاء بتوعية لاناس بعدم اقامة ولائم عشا للمعزين لان ذلك مخالف لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفيه تكليف واحراج لكثير من الاسر الغير قادرة مادياً على تحمل اعباء اضافية دون مبرر شرعي.
الدين يسر
وفي الاطار نفسه اكد احد مشايخ سليم وعضو الغرفة التجارية الصناعية بجدة الشيخ فهد بن سيبان السلمي ان الدين الاسلامي دين يسر ولم يكلف المسلم فوق طاقته واضاف ما يلاحظ من ظاهرة تقديم اهل العزاء للعشا يوميا للمعزين فها تكليف على اهل العزاء خاصة اذا كانو من ذوي الدخل المحدود واضاف الدين الاسلامي دين يسر ومحبة وسلام وهو دين التراحم بين الناس ومضى يقول من وجهة نظري الشخصية اذا كانت اسرة المتوفي مقتدرة وراغبة في الاجر فهناك طرق كثيرة لكسب الاجر والثواب من الرب الكريم اما التقليد والاسراف فلست من مؤيديه ودائما انصح اخواني وابناء قبيلتي ومعارفي بالبعد عن الاسراف والتكلف وعدم مسايرة بعض السلوكيات الغير مرغوب فيها والتي لا تحقق للمسلم الاجر والثواب المنشود من رب العباد وطاعة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وناشد الشيخ فهد السلمي العلماء لايضاح الامور للناس ونصحهم للطرق الصحيحة عندما يحدث لاحدهم مكروه لا قدر الله بوفاة عزيز لهم والواجبات التي لهم وعليهم.
طعام العزاء .. تبذير واسراف
وقال الاستاذ عبدالله علي عزي الصائغ معلم سابق بجدة:ان ظاهرة تقديم العشا في المآتم لمن يقومون بتقديم واجب العزاء هي ظاهرة غير صحيحة خصوصا اذا تحول ذلك الى عرف اجتماعي بمعنى انه يكون واجباً على الجار – مثلا – ان يقد العشا في عزاء جيرانه بعد موت ميت عندهم. والمشكلة ان هذا الانسان قد يكون من ذوي الدخل المحدود او يكون لديه اسرة كبيرة وله ارتباطات ماليه وليس له دخل مادي مناسب.
هنا يكون الاحراج وتكون المشكلة ولذلك يجب على الناس التنادي فيما بينهم لالغاء هذه الفكرة من اصلها وعدم التمادي فيها لانها عادة دخيلة علينا وتسبب الاحراج والمشاكل الكثيرة وقد تخلق الضغناء والحنق بين الجيران والاقارب والمعارف، خصوصا اذا اصبحت هذه المأدبة الزامية وتوسعت حتى صارت متسعة وكبيرة ولها تكلفة مالية كبيرة.
واضاف الاستاذ الصائغ يقول : الواقع اننا لو تأملنا هذه الحالة لوجدنا انفسنا نتساءل عدة تساؤلات اولها ان المعزين عندما يصلون الى العزاء فان مهمتهم محدودة في المواساة بكلمات طيبة ونظرة حنونة وموقف جميل وكل ذلك لتا يأخذ من الوقت اكثر من ربع الي نصف ساعة فلماذا اذن الناس تجلس كل الوقت من بعد صلاة المغرب الى حين رفع اذان صلاة العشاء ثم تذهب للمسجد للصلاة وتود لتناول طعام العشاء.
واقول هنا لماذا يا ايها الاخر الذي جئت للعزاء معزياً ومواسياً .. لماذا تجلس للعشاء اما ثاني التساؤلات هل طعام العشا لاهل الميت انفسهم ام انه يشكل كذلك كل المعزين من الاقارب والاباعد.. هنا لابد ان نعرف ان الحديث الشريف نص على (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم) والواقع ان السنة ان يبادر الاهل والجيران والاصدقاء بصنع الطعام واهدائه لاهل الميت، اما التجمع من قبل المعزين على الطعام والاسراف في المآكل والمشارب في العزاء فان هذا غير صحيح.
وقال الاستاذ طلال غريب : ان الاسراف في تقديم الطعام في العزاء صار مماثلا ومنافساً لما يحصل في "الافراح" حيث المبالغات من قبل الناس في السنوات الاخيرة في الاسراف والتبذير في المآكل والمشارب بما نستنكره الفطر السليمة والعقول الراجحة ولو صرفت تلك الاموال التي تقدم في مأكولات العزاء صدقة عنه لكان افضل بكثير .. وقد لوحظ في وقع الامر ان ثمة حالات عزاء تقدم فيها ست وجبات طعام عبارة عن صحون مليئة بالارز واللحم والمفطحات الدسمة لاهل المتوفي ولمن يجلس معهم المعزين من الاقارب والاباعد والمعارف غير المعارف كما ان الملاحظ ان بعض العزيات تبدأ من بعد صلاة الظهر وحتى بعد العشاء وهذا تثقيل على اهل الميت.. وعليه فيجب مراعاة كل هذه السلبيات والملحوظات حول الاسراف في حالات العزاء وان يكون الطعام قليلا ولاهل الميت فقط وعدم الاجتماع على الطعام بهذه الاعداد الكبيرة التي نراها اليوم وبهذا الكم الكبير من الاطعمة والمشارب وما يدور في جلساتهم من احاديث بعيدة عن تذكر الموت والاتعاظ به.
رفضنا العشاء في وفاة والدي
ويقول سعيد المالكي عندما توفي والدي رحمة الله عليه اتفق ابناء القبيلة واقربائي اثناء العزاء ان يقيموا مأدبة عشا لمدة ثلاثة ايام فرفضت الفكرة انا واخواني وقمنا بتحديد وقت العزاء من الساعة الرابعة عصراً الى وقت صلاة العشاء وذلك لما رأينا من التبذير وتحول العزاء الى وجبات دسمة نهانا عنها الشرع الحكيم وبالرغم من معارض اقربائي للفكرة كونها لاول مرة تحصل في قبيلتنا وافادونا باننا نعارض العادة المعروفة في القبيلة لكن اصررنا على موقفنا.
وبعد ذلك بدأت الفكرة تنتشر في كثير من مناسبا العزاء داخل القبيلة واصبح الآن قلة من لازالوا ممسكين بهذه العادة السيئة ولكن إن شاء الله في طريقها الى الاندثار في ظل وجود جيل صاعد واعٍ ومثقف.
وقال الاستاذ أيوب ابو شيبة ان مأدبة العزاء التي تحصل في وقتنا الحالي ليست من السنة في الاصل وقد اصبحت اليوم في مجتمعنا اشبه بالفرح.
ولا ننسى ان من ابرز علماء الدين في المملكة ابن عثيمين رحمه الله فقد اوصى ان لا يقام عزاء له في وفاته. فنحن بهذه المأدبة نكلف اهل الميت فوق كطاقتهم من مصاريف وضيافة وسهر حيث اصبح الامر مرتبط بأقارب اهل الميت والذين يأتون من خارج المدينة حيث ان في الغالب ينامون في بيت العزاء طيلة الثلاثة ايام وكل هذا ما أنزل الله به من سلطان.فهل العزاء هو مكان المواساة وتقديم واجب العزاء ام انه مقر للضيافة والاكلات والتبذير؟ فاتقوا الله في هل الميت.
الاسراف في ولائم العزاء
وانتشرت في الاونه الاخيره ظاهرة ارتفاع تكاليف مائتم العزاء من خلال الاسراف في اقامة الولائم حيث يقومون بعض الناس من أهل الميت يذبحون ويصنعون طعاما في اليوم الثالث وبعضهم في اليوم الرابع بعد انتهاء بيت الأجر، يدعون عليه الناس ويقدمون الشراب والحلوى والفاكهة وغير ذلك، واستنكر عدد من المختصين هذه العادع التي وصفوها بالعاده السيئة التي يجب تركها والإقلاع عنها، لما فيها من تحميل الناس أعباء فوق أعبائهم وثقلا فوق أثقالهم، وتجر الناس إلى المفاخرة والمكابرة، ومثل هذا الصنيع لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن السلف الأول.
وطرحنا عليهم السؤال حول وماهو موقفك من ظاهرة تقديم العشاء في المآتم لمن يقومون بتقديم واجب العزاء … مارأي الشرع فيها وهل انت مع ابقائها .. او إلغائها او ماهي الاسباب التي تراها في ابقائها او الاسباب التي تراها في منعها؟.
حيث اجابنا فضيلة الشيخ الدكتور عماد زهير عبد القادر حافظ وإماما وخطيبا لمسجد قباء، بالمدينة المنورة. مايصنع من الولائم عند العزاء بدعة لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه رضي الله عنهم وقد ثبت عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه: " كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام من النياحة" .وانما المشروع أن يصنع الطعام لاهل الميت ويبعث به اليهم من الاقارب او الجيران او غيرهم لكونهم مشغولين بمصيبتهم عن اعداد الطعام لانفسهم كما ثبت في الصحيح عبن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : لما أتى نعي جعفر بن ابي طالب رض الله عنه قال : الرسول الله صلى الله عليه وسلم (اصنعوا لال جعفر طعام فقد أتاهم مايشغلهم).
ودعا فضيلته الى الغائها بتاتا لمخالفتها الشرع الحنيف. ويقتصر على استقبال أهل الميت لمن يريد العزاء في بيتهم دونما اقامة الولائم .وقال الاستاذ جميل حسن نائب رئيس طائفة سوق السمك الغريب العجيب ان اهل العزاء في حاله لا يعلم فيها الا الله من حزن وموقف لا يحسدوا عليه.
كيف يتحول العزاء الي ما يقارب العرس من تبذير واسراف في الاكل والشرب ووجب العزاء هو لي تخفيف ومأساة اهل العزاء وليس لعزومة او جمعة او احتفال وهذا يجعل اهل العزاء يهتموا بتحضير ولائم العشاء والغذاء بدل من التخفيف على مصابهم وهذا ايضا يعيق من الجهد المادي والمعنوي والبدني على اهل العزاء وايضاً يكون عائق لاهل العزاء من حيث الصرف ويجب على كل معزي مراعات ظروف اهل العزاء في ذلك.
وستكر الدكتور حسن علي المعيرفي ان ما يقومون به في تقديم العشاء والوجبات في مآتم العزاء لذوي الفقيد تعتبر قديماً من الوقفات الانسانيه وكانت تقدم من الجيران والاقارب وفكرتها انهم يقومون بمواساة اهل المصيبة والعزاء في هذا الجانب لان اهل الميت وذويهم ولفقدهم عزيزهم لا يتمكنون من الطبخ وتوفير الوجبة سواءً كانت عشاء ام غذاء هذه كان في الزمن الماضي الان الوضع الراهن اختلفت كثير هذه العادات الحميدة المتعارف عليها واصبحت جمائل ينبغي ردها في اقرب عزاء للذين يقومون بتقديم الوجبة مما يكبد الناس مالا طاقة لهم واصبحت مكلفة مع الغلا المعيشي واسعار الذبائح في زماننا اي بمعدل الوجبة الواحدة المقدمة سواءً كانت غذاء ام عشاء مع مستلزماتها تتراوح التكلفة ما بين (7000- 10000) ريال.
لذلك لا نؤيد ذلك ومن كان يريد ان يقدم مافيه الاجر والثواب للميت او المتوفي تقديم الصدقات والاعمال الخيريه في ظهر الغيب لأن ما عند الله سبحانه هو الباقي وما قدم للناس يفنى وسرعان مايزول.
واضح القائد التربوي لمتوسطة القعقاع بن عمرو الاستاذ خالد عوده الاحمدي هذه الظاهرة فيها اثقال كاهل اهل العزاء بتكاليف لا طائل منها قد تزيد عليهم احزانهم وللاسف وصل بالبعض الى ان استأجروا قاعات المناسبات بحجة عدم وجود مكان لاستقبال المعزين مؤكدا الى اهمية ان يكون العزاء بأقل التكاليف للتخفيف على اهل العزاء وان تقتصر الوليمة على نطاق ضيق.
كما نعلم هناك ظاهرة تقديم الطعام في كل مأتم عزاء لمن يقومون بتقديم واجب العزاء .. وهناك من يرى أن هذه الظاهرة أصبحت في بعض الأحيان فيها مبالغة زائدة في الأطعمة تصل إلى الإسراف والتبذير وهي متعبة ومكلفة لأهل المتوفي. لذلك (البلاد) ناقشت ظاهرة تقديم العشاء في "المآتم", حيث استطلعنا آراء عدد من المواطنين والمواطنات حول ماهو موقفهم من هذه الظاهرة وهل هم مع إبقائها أو مع ذهابها ,فكان هذا التحقيق الصحفي.
في البداية تحدثت معنا (ديمة الشريف) فقالت:
جميل أن نشارك من حولنا أحزانهم وألمهم في فقدانهم أشخاصا عزيزين عليهم فأهل الميت منشغلون بعزائهم وبالمصاب الذي حل بهم وأنا ضدها لأنه المبالغة الزائدة في الأطعمة وتنوعها تشعر المٌعزين بأنهم وسط قاعة أفراح وليس وسط عزاء فقيد رحل عن الحياة فالعزاء مواساة لفقيد وليس لملىء البطن بالطعام.
أما (شعاع كردي) فقالت من جانبها:
من المتعارف عليه ان الاقارب والاصدقاء والجيران هم الذين يقومون بإحضار طعام العشاء لبيت المتوفي ثلاثة أيام العزاء كل يوم يكون على شخص من الاصدقاء او الاقارب بإحضار وجبة العشاء في بيت المتوفي .
لكن صعب ان اهل العزاء هم الذين يقوموا بتقديم طعام العشاء لان حالتهم النفسية لا تسمح وقتها لأي شيء.
وتحدث معنا (سامي الحازمي)..فقال:
العشاء هو لمن يأتون لواجب العزاء من خارج المدينة وكذلك أهل المتوفي كونهم مشغولين في استقبال المعزين ولا يوجد من يقوم بعملية الطبخ وجرت العادة على إكرام من حضر لمشاركة واجب العزاء وعلى فكره من يقوم بالعشاء هم الجيران لأهل الفقيد المتوفي.وأرى أنها عادة لا بأس بها خصوصاً إذا كانت للغرض السابق.
وتشاركنا(عفاف الزهراني) برأيها,فتقول:
أنا مع ذهابها والسبب :
_كثرة المخالفات الشرعية فيها وانتشار البدع ومالم يرد عن نبينا محمد كالتوزيعات التي تضاهي في طريقة إعدادها مايقدم في الأفراح لكنها تقدم هنا بنية وصول أجرها للميت كالسجادة وبعض الكتيبات الدينية ووسائل التسبيح المختلفة .
_ الإثقال على أهل الميت بطول البقاء عندهم رغم مايمرون به من حزن فيضطرون للمجاملة والحديث فيما لانفع فيه وخدمة المعزين والقيام على تلبية احتياجاتهم وأهل الميت أحوج مايكونون للراحة الجسدية والنفسية لما حل بهم
_الإسراف في تقديم الطعام فلا فرق بينه وبين مايقدم في الأفراح رغم اختلاف سبب اجتماعهم واختلاف مشاعر الناس فيهما.
وأما(وفاء سعيد) فقالت :
ظاهرة تقديم الطعام ف المأتم بشكل مبالغ لانؤيدها ولسنا معها وهي من البدع التي أسرف الناس فيها كثيراً إلى أن وصلت إلى حد تقسيم الأيام والوجبات بين الحضور بالتناوب للتفنن في تقديم كل وجبه بل وأمام أهل الميت ودعوة بعض المعزين والأقارب لهذا المأتم فهذه لاينبغي ولانؤيدها .. أما من الجهة الثانية وهي تقديم طعام لأهل الميت بشكل مختصر من باب انشغالهم بالعزاء عن تجهيز الطعام وأيضا مواساة لهم وتكاتف معهم فهذا من باب التعاون والبر والصلة.
وتحدث لنا (مشعل محمد اللحياني)..فقال:
موقفي من ظاهرة تقديم العشاء في "المآتم " لمن يقومون بتقديم واجب العزاء وخاصة وأنها أصبحت تنافس مناسبات الافراح أنا ضد هذه الظاهره.أما الأسباب التي أراها في ذهابها:
أولاً / مخالفه لسنة النبي صل الله عليه وسلم
ثانياً / يكون هناك الاسراف والتبذير في غير محله
اما عمل الطعام على أحد أهل المتوفى ويوضع عندهم ويذهب هذا موافق لما وصى به النبي صَل الله عليه وسلم.
وتشاركنا الرأي في هذا الموضوع(فاطمه يحيى)قائلة:ظاهره اثقلت اهل الميت وزادتهم حزن الى حزن وليست من السنة
السنة يقدم عشاء بسيط لاهل الميت وليست ذبايح لمن يأتي للعزاء وأتمنى أن تنتهي هذي العادة.
أما(أسماء عبدالله) فتحدثت معي ..قائلة:
ظاهرة تقديم العشاء لمن يقومون بواجب العزاء هي ظاهرة مستحدثة حيث لا أصل لها في الدين فلو كانت خيراً لسبقنا لها الأولون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضاً أرى أن في هذا إشغالٌ وإيذاءٌ لأهل الميت فهم في حال لا يُسمح بالتجمع و عمل المآتم والعشاء في بيوتهم والأصل في ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لأهله [اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم ما يشغلهم] فيُسنّ لأقارب الميت أو جيرانهم إرسال الطعام لأهل الميت.
كما تحدثت إلينا (سعاد ساعد)..فقالت:
انا مع ذهابها لانها فعلا أصبحت تنافس الاعراس والمناسبات السعيدة من حيث جمعة الاصحاب والأقارب ومايدور فيها من ضحك وسوالف وهنا لم يعطي للميت حرمته في الدعاء له ولا لأهل الميت في احترام مشاعرهم ومشاركتهم في أحزانهم .
وشاركنا أيضاً (عبدالمجيد الشميري) فقال:
نعم أؤيد استمراره لأن فيه تلبية لأمر النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ولكن بدون بذخ او إسراف فالإسراف والتبذير قد يذهب بأجر العمل وهو الأصل في العشاء في حالات العزاء.وقد يتسبب في فقدان النعمة لذلك استمرار الامر مطلوب ولكن بتعقل ومنطقية وليس بوجاهة وتباهٍ.
أما ( مشب الأحمري)فقد رأى من جانبه:
أنا مع ذهابها لأن أهل المتوفي أصبحو يتضايقون من كثرة الناس وأصبحت مثل المناسبات أكل وسوالف وجلسات وزحمة داخل المنزل وخارجه بحيث راحة لا توجد.
وأما(فريال الدايل) فقالت:
جاء في السنة ان يبادر الجيران والاقارب والاصدقاء بصنع الطعام واهدائه لاهل الميت. لما ثبت عن النبي_صلي الله عليه وسلم_انه لما بلغه موت ابن عمه جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه_في غزوة مؤته قال : اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد أتاهم ما يشغلهم .رواه الترمذي.
كره جمهور العلماء لأهل الميت ان يصنعوا طعاما لتقديمه للناس سواء كان ذلك يوم الموت او غيره.قال شيخ الاسلام: اما صنعة اهل الميت طعاما يدعون الناس اليه فهذا غير مشروع وانما هو بدعة.وهنا احب اعلق بانه من البدع المنتشرة ولزاما علينا الالتزام بسنة النبي الكريم.فاهل الميت يكونون بحالة حزينة وحالة فقد فلايجوز اشغالهم باعداد طعام لمن جاء يقدم واجب العزاء,فانا ضد ذلك.والمفروض..ان يبادر بقية الاقارب ، او الجيران، بذلك ..لكن في حدود معقولة فلا اسراف ولا ابتداع للبدع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.