يلاحظ المراقب لدينا لنبض المجتمع من خلال ما يسطر في وسائل الاتصال والنشر المختلفة ارتفاع نسبة ميزة التهكم حيث بدأت تتصاعد لدينا نحن السعوديين بشكل لافت بل ذهب بنا الظن، وهو الواقع من قدرتنا على سحب بساط النكتة من تحت اقدام أعزائنا المصريين الذي سادوا هذه الميزة اللاذعة والضاحكة بقوة بما كانوا يطلقونه من – نكات – بل وانتقاد لكثير من القضايا بأسلوب ضاحك حتى قيل لا نكتة بحق إن لم تكن مصرية المنشأ والتداول لكن اصبحنا الآن ننافس وبقوة اصحاب – النكتة – الضاحكة بل والمغرقة في النقد الذاتي، فاذا اردت ان تعرف صدق ما أذكره هنا ما عليك إلا أن تتابع ما يطلقه البعض من نكات ساخرة على وسائل الاتصال فسوف تجد تلك "النكات" التي تدل على دخولنا إلى هذا العالم الساخر.. لكن كيف توصلنا إلى هذه الحالة؟ إنه السؤال الذي لابد من طرحه لكي نعرف أسباب هذه الحالة. لأن أهل الاختصاص في شؤون المجتمع يقولون إن تفشي السخرية في مجتمع – ما – إلا ويكون من خلفها أو أحد أسبابها كم هائل من المعاناة التي يعيشها المجتمع الأمر الذي يجعله يفرغ معاناته في هذا النوع من التنفيس فيذهب إلى صياغة النكتة. هل نحن شعب – يعاني – حتى راح يعبر عن نفسه بهذه الطريقة الساخرة أم ماذا؟ حقيقة لا أعرف.. وإن كنت أحيل هذه القضية إلى أهل الاختصاص في دراسة المجتمعات ليعطونا رصداً لأسبابها خصوصاً وأن هناك مجتمعات اتخذت من اطلاق النكت منفذاً لمعرفة اتجاهات الريح في المجتمع.. وهي تلك مسؤولية ضخمة.. والله المعين.