يأخذنا شاعرنا في شموخ الكلمة وعذوبتها.. الى ماضٍ تليد عبرت فيه امتنا اشواطاً من المجد ومن الاصرار على تجاوز كل العقبات يوم كنا أمة لها شأوها ولها موقفها من كل ما يحيط بها.إن الحديث عن أمجاد هذه المدينة هو حديث عن تلك المواقف التي وقفها رجالاتها عبر التاريخ.فهذا شاعرها المتيم بها وبتاريخها.. يناجز شاعر النيل حافظ ابراهيم عندما صدح يتغنى بمصر وتاريخها.. لنقرأ بعض أبيات هذه القصيدة المضمخة بأريج طيبة الطيبة. وقف الناس ينظرون مناري كيف شع الهدى على كل نجد أنا دار الإيمان والمثل الأعلى ورمز الخلود في كل مجد أنا إن بدد الزمان شعاعي لن ترى النور هذه الأرض بعدي أنا خير البقاع كرمني الله بخير الأنام في خير لحد أنا قابلته بأرحب صدر ثم أودعته حشاشة كبدي أنا لا أملأ البلاد ضجيجاً خادعاً كالسراب ليس بمجد أنا فيما مضى صنعت كثيراً وسيبني الجديد لابد زندي في رحابي ترعرع العلم طفلاً ومشى حارساً جحافل أسد دوخوا قيصراً وطاحوا بكسرى ومضوا يتبعون هنداً بسند لم ترعهم جيوش - لذريق - لما جاوزوا البحر في طلائعَ جُرْدِ ومضى طارق ببعض الوفى يتحدى في عزمهم اي عد يذرع الأرض لا يهاب المنايا ويدك الحصون من غير رعد سهم موسى وبالهمة موسى أنا أرضعتها بالبان نهدي في سويسرا له مآثر فتح وفرنسا وسهلها الممتد ذلك لو لم ينده أمر مطاع ما توانى في فتحه دون قصدي الأثيرُ الذي به يتباهون لقد كان لي كأطوع عبد وجيوشُ السَّماءِ يوم حُنينٍ نصرت معشري بأكبر جند والأعاصيرُ والرِّياحُ بِسَلْعٍ فرقت شمل قاصدي بالتعدي أنا هذا الذي ذكرت فمن ذا يرفَعُ الرأسَ بعد هذا التَّحدِّي