نعم كل شيء مقدر ومكتوب.. والتوكل على الله مطلوب.. لكن الواجب على الإنسان أن يعمل ويجتهد ويتقي الله ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً.. ويعمل لآخرته كأنه يموت غداً.. هذه هي الحكمة التي يجب علينا أن نتعلمها ونضعها في عقولنا وقلوبنا لكي يعيش الإنسان حياة تقوى ورضا من الله عز وجل يراعي فيها ضميره ويخشى حساب الآخرة لأن ساعة الموت تأتي بغتة في لحظة.. لذلك على الإنسان في هذه الدنيا أن يسعى للخير ولرضا ربه جل شأنه من خلال العمل الصالح وعبادة رب العالمين وصلة الرحم ورضا الوالدين وطاعة الله ورسوله والبعد عن كل ما نهيا عنه.. وفي المقابل يجب على الإنسان أن لا ينسى نصيبه من الدنيا من متاع حلله الله ويسره له.. حيث يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) صدق الله العظيم.. ونتعلم من ذلك أن نصلح دنيانا ونعمل لآخرتنا كأننا نموت غداً فيقول الله تعالى في صورة الإسراء (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً).. وعن أبي عمر رضي الله عنهما قال: اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).. وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول:إذا امسيت فلا تنتظر الصباح.. وإذا اصبحت فلا تنتظر المساء,ومعنى هذا أنه ينبغي للإنسان في أمور الدنيا أن لا يهتم بما لم يكون اليوم.. ويكون غدا.. أما الآخرة فلا تؤخر عمل اليوم للغد فان الإنسان الغافل يركن إلى الدنيا بطبيعتها وماديتها التي تجعله يركن إليها وينسى أن هناك ثوابا وعقابا.. جنة ونارا.. أما الإنسان العاقل الذي يخشى ربه يعمل للدنيا ويعمل للآخرة وهي حالة من التوازن بين ما يتعلق بالدنيا وبين ما يتعلق بالآخرة فمتطلبات الدنيا من خلال سعي الإنسان لتوفير عيش وحياة كريمة بالكسب الحلال الطيب والمشروع يجب أن لا تنسيه متطلبات الآخرة من السعي للعمل الصالح وفعل الخير والتقرب إلى الله واتباع سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأن لا تأخذنا الدنيا بمشاغل الحياة اليومية التي لا تنتهي عن تذكر الموت الذي يأتي في أية لحظة فلنسرع إلى تقوى الله وفعل الخير والعمل الصالح الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة.. ونختم بالقول: كن في الحياة كعابر سبيل اترك خلفك كل اثر جميل.. فما نحن في الدنيا إلا ضيوف وما على الضيف إلا الرحيل. للتواصل 6930973