حول المسئولية الاجتماعية للشركات داخل المملكة، أكد "عسكر الحارثي" - الأمين العام لمجلس المسئولية الاجتماعية في "الرياض" - أنها حظيت بالكثير من المفاهيم، ولكنها تكمن في التنمية المستدامة التي يقوم بها القطاع الخاص؛ للمساهمة في خدمة المجتمع من خلال عدد من الأنشطة التي يشارك فيها أفراد المجتمع ككل، مشدداً على ضرورة قيام الصحف والمجلات الاقتصادية وأقسام إدارات الأعمال في الجامعات بالتعريف بها؛ حتى يسهل تطبيقها في شركات القطاع الخاص. وأشار - خلال حواره مع برنامج المرصد المذاع على قناة الاقتصادية السعودية - إلى أن المسئولية الاجتماعية للشركات ليست سد احتياجات، ولكنها تنمية مجتمعية تساعد الحكومات على القيام بأدوارها، منوهاً بأن الجهات الحكومية لا تشارك في المسئولية الاجتماعية؛ لأنها تقوم بأدوار محددة، مبيناً أن هناك العديد من رجال الأعمال يحاولون عدم الاهتمام بالمسئولية الاجتماعية بقصد أو دون قصد. ولفت إلى عدم وجود دراسة عن نسبة الشركات التي تقوم بدورها في المسئولية الاجتماعية حالياً، بل كانت آخر الدراسات المقننة في العام 2008، والتي تعد الأكبر باللغة العربية، والتي ساهمت بدورها في تعريف ومساعدة الشركات على بناء المسئولية الاجتماعية وإيجاد برامجها، مضيفاً أنه لا بد من وجود إدارة داخل الشرطة يقوم بها عدد من المتخصصين لخدمة المجتمع من خلال خبرتهم بالعمل المجتمعي. ولفت إلى قيام مجلس المسئولية الاجتماعية بزيارة الشركات بشكل مستمر، مؤكداً على أن المسئولية الاجتماعية للشركات يجب أن تكون مبادرة منها، وليس إلزاماً عليها. ومن جانبه، أوضح "فيصل العتيبي" - الكاتب والباحث في التنمية - أن غرفة "الرياض" هي الغرفة الوحيدة التي تمارس دوراً كبيراً من أجل ثقافة المسئولية الاجتماعية، لافتاً إلى أن التزام الشركات بالمسئولية الاجتماعية قليل في الوقت الحالي، ولكن هناك خطوات لنشر هذه الثقافة لدى رجال الأعمال، مشيرا إلى أن المسئولية الاجتماعية لا يمكن تطبيقها في المجتمع إلا من خلال الشركات الكبرى، ولكن تلك الشركات لا تمثل سوى 15 % من مجموع الشركات العاملة في المملكة؛ مما يؤثر بالسلب على المسئولية الاجتماعية. وأوضح أن المسئولية الاجتماعية هي العلاقة بين رجال الأعمال واحتياجات المجتمع على المستوى الإنساني والاجتماعي، منوهاً بضرورة الحفاظ على البيئة وتأهيل الكوادر البشرية، ومساعدة الحكومة أيضاً على القيام بخططها في التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن قضية المسئولية الاجتماعية تعد من القضايا الأبرز في الوقت الحالي التي يجب أن يتم تحقيقها من خلال التعاون بين عدد من الجهات المختلفة. وشدد على ضرورة قيام منظمات المجتمع المدني بدور أكبر لتغيير نظرة رجال الأعمال التنموية وفصلها عن العمل الخيري.