حدثت مؤخرا فضيحة ادبية كبرى عندما اكتشف الصحفي عبدالله السمطي ان التونسي بلعلي صاحب الكتاب الفائز بجائزة الشيخ زايد الادبية اقتبس معظم فقرات هذا الكتاب وسرق فوقها ثلاثمائة فقرة اخرى ثم جمع المسروقات في كتاب وربح به الجائزة. وكان نصيب الادباء السعوديين وعلى رأسهم الدكتور عبدالله الغذامي وافراً من هذه المسروقات الا ان النكتة كما ذكرت صحيفة البلاد هي في كون الدكتور عبدالله الغذامي كان من ضمن لجنة العشرين التي منحت الجائزة للكتاب المسروق وصدقت مقولة أن التاريخ يعيد نفسه فقد ثارت قضية ادبية مماثلة قبل حوالي الثلاثين عاماً اتهم فيها الدكتور الغذامي باقتباس فقرة من احدى الكتب وثارت ضجة في الصحافة المحلية في حينها غير أنني رفضت هذه التهمة الزائفة لمعرفتي بثقافة الدكتور الغذامي وقدراته الفكرية وانبريت للدفاع عنه شعراً بقصيدة ألفها والدي يرحمه الله ونسبتها لنفسي فيما بعد وجاءت على شكل ترافع قضائي ولم أعد أتذكر منها إلا أبياتاً قليلة وهي : لا ماسرق لا ماسرق الا سرق سلقته السنة حداد بغير حق لا ماسرق لاماسرق الا سرق ماكان لم يك سرقة لكنه امر أدق وضع الحوافر عالحوافر واتفاق ما اتفق لاما سرق لا ما سرق لا ماسرق ولكن القصيدة لم تجد طريقها الى النشر في حينها وطارت أبياتها من ذاكرتي ثم تذكرت بعضاً منها عندما طفت على السطح قضية الكتاب المسروق والجائزة الكبرى ولجنة العشرين. ولي شخصيا مؤلفات قيمة تستحق الجوائز إلا أنني لن اتقدم لاية جائزة لانني جربت حظي مع الجوائز فوجدته متعثرا فاكتفيت بمشاهدة كتبي على رفوف المكتبات المشهورة واكتشفت ان الاديب يشبه الفنان حيث إن الفنان لايستطيع ان يغني بدون فرقة من العازفين والاديب لا يستطيع أن يشتهر ويفوز بدون فرقة من المطبلين. وقد كتبت بجريدة البلاد قبل ثلاثين سنة وسأرفع النقاب عن بعض اسراري كما يرفع الغربيون النقاب عن الوثائق السرية بعد ثلاثين سنة من تاريخها وسأعترف بأنني قمت وقتها بسرقة مقال او مقالين من مجلة المختار ونسبتها الى نفسي الا ان ذلك كان ايام جاهليتي الادبية ولحسن الحظ ان مقالاتي لا يقرأها احد فمرت المقالات المسروقة بسلام غير أن المشرف على الصفحة ضبط متلبسا بسرقة موضوع كامل من مجلة العربي وفضحته الصحف ولم يستطع نفي التهمة ولادفع الفضيحة. الا انني سعيد بالسرقة الادبية الاخيرة التي منحت الجائزة الكبرى لانها تثبت ان كتابنا ومفكرينا السعوديين من امثال الدكتور الغذامي وصلوا الى درجة ادبية عالية حتى اصبحت مؤلفاتهم تسيل لعاب لصوص الادب على مستوى العالم العربي. والدكتور عبدالله الغذامي قامة ادبية سامقة ومتحدث ذرب اللسان وواضح البيان لهذا لا استغرب اذا تعرضت كثير من كتبه ومؤلفاته للسرقات الادبية.