أصحاب المعالي والسعادة الاخوة الأحبة أبناء صاحب المعالي الأمير الجليل خالد بن أحمد السديري احسنوا صنعًا بتخصيص جائزة تكريمية سنوية للمتفوقين في تحصيلهم التعليمي والدراسي استمرارا لما كان في أعماق معالي والدهم العظيم "تغمده الله بواسع رحمته" من ايمان صادق بأهمية العلم بكل تخصصاته والتعليم بكل معطياته في الاعداد الحق لأبناء الوطن وبناته والمشاركة المعطاءة في بنائه وازدهاره .. نعم، لقد كان معالي الأمير خالد بن احمد السديري ذا حنكة قيادية ودراية عسكرية وكان قدوة إدارية وصاحب أياد كريمة انسانية وله في كل هذه المجالات اسهامات ومواقف معطاءة في خدمة دينه وملوك بلاده الذين عمل تحت قيادتهم السامية، وفي رفعة وطنه ونفع مواطنيه بكل مبادراته الشخصية واهتماماته الوطنية المخلصة التي عرفت به وتميز بها اثناء توليه مهامه القيادية أميراً لمنطقة تبوك ثم في المنطقة الشرقية ثم المنطقة الجنوبية ووزيراً للزراعة ثم أميراً لمنطقة نجران حتى وفاته "تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته". وإضافة لكل هذه الصفات الجليلة كان العلم والتعليم وتشجيع الدارسين في أول اهتماماته ورعايته الكريمة في كل المناطق التي تولي مهام إمارتها. ولقد عرفتُ ذلك من سيدي ووالدي محمد بن موسى السليم "رحمه الله وطيب ثراه" الذي سعد بالعمل مع معالي الامير الوالد خالد السديري في مهمات رسمية ذات اهمية بتبوك والظهران وجيزان اثناء مرحلة من اهمل مراحل البناء وتوطيد الامن وتعميق الهناء في هذا الكيان الكبير تحت لواء وقيادة وتوجيهات جلالة المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز " تغمده الله برحمته وطيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنته" .. ولا أنسى أبداً ما كان يحدثني به والدي وهو يحثني على حب القراءة والاهتمام بالدراسة أن مجالس الأمير خالد السديري لا تخلو دائما من المواعظ الدينية والمناقشات الادبية والتاريخية والقراءات الشعرية. ومن الجدير بالذكر أن أشير في هذه العجالة بكل اعتزاز وفخر الى انبل موقف وفاء لا يزال له الاثر المعطاء في نفسي وجدته وأنا في بداية السادسة عشرة من عمري من معالي الوالد الشهم الوفي الأمير خالد السديري عندما بادر "جزاه الله خيراً" باستدعائي أثناء تواجده في الطائف وذلك بعد بضعة أشهر من وفاة والدي "رحمه الله" وكان أول ما سألني عنه مسيرتي الدراسية وأكد عليّ بكل جد وحزم بدافع من عطفه الابوي ووفائه لإخلاص والدي أن أستمر في دراستي حتى التخرج في الكلية وألاَّ أفكر بتاتاً بالانشغال عن الدراسة أو الانصراف الى الوظيفة حتى استطيع أن اصل الى ما كان يأمله والدي وما نذرت نفسها من أجله والدتي لإكمال دراستي الجامعية خاصة انني وحيدهما "يرحمهما الله". إنني في كل مرة اتذكر فيها هذا الموقف الكريم الذي يفوح بشذا وفاء الصداقة وصادق المحبة تخنقني العبْرة وأذرف الدمعة ولا أجد إلا أن ابتهل الى الله العلي القدير أن يتغمد بواسع رحمته ورضوانه والديّ الكريمين ومعالي الامير الشهم الوفي خالد السديري ووالديه وأن ينعم على أصحاب المعالي والسعادة أبنائه الأجلاء وبناته الفاضلات بدوام الخير والهناء في حياتهم ومواصلة البر والوفاء لوالدهم وأن يوفق ابناءهم لمواصلة الاخلاص والعطاء لوطنهم وتعميق هذا الاخلاص الوطني وهذا التميز الاجتماعي في نفوس أحفادهم برّاً ووفاءً واعتزازاً بمسيرة الآباء والاجداد ومواصلة لهذا العطاء الوطني والاحتفاء العلمي الذي يشرف في سماء "مدينة الغاط" الجميلة بتكريم سنوي متميز للمتفوقين في مسيرة التعليم وببر ووفاء نبيل لذلك الراحل العظيم. عضو مجلس الشورى