دفع عِظم مأساة الشعب السوري التي تباينت حولها مواقف دول عربية وأجنبية، عدداً من طلاب جامعة الملك سعود إلى محاكاة اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب، أقيم في كلية العلوم السياسية، إذ اختلفوا، كما في عادة الاجتماعات العربية، حتى ولو بالتمثيل، من دون أن يجدوا منفذاً للاتفاق، ولو من خلف باب موارب. ففي قاعة احتفالات كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود، التأم شمل 22 طالباً من طلاب قسم العلوم السياسية، ليحاكوا الوزراء العرب المخضرمين في اجتماعاتهم التي تعقد بين الفينة والأخرى، إذ أدى الطلاب دور الوزراء في اجتماع أقيم في الكويت، بحضور أمير دولة الكويت - افتراضياً - يناقشون فيه الأزمة السورية ومآلها. وفي حين طالب وزيرا خارجية السعودية وقطر - افتراضياً - بتسليح الشعب السوري وتمكينه من الدفاع عن نفسه ضد آلة القتل الشرسة التي تفتك بهم، اعترض وزراء خارجية العراق والأردن والجزائر. واتفق الطلاب على التقليد المخل لكل رئيس وفد في كلمته، مع كم كبير من الأخطاء الإملائية واللغوية، وتغيير في بعض المواقف، ما أدى إلى قلب المعاني في مرات ودعوات إلى الحرب في مرات أخرى. كما تباين أداء الممثلين لأدوارهم، وأبدعوا في الإلقاء والتقليد، والتشبث صوتياً برأي الدولة التي يتسلم ملفها الطالب، من دون وجود تلوين أو شرح للفكرة التي يلقيها كل طالب، وحمل على المحاكاة أن كل الطلاب أتوا بالزي السعودي، من دون أن يلبسوا اللباس الخاص بكل دولة أو حتى اللباس المعتاد، ومتحدثين بأسماء وفود من دون التقيد بلهجة البلد الذي يمثله الطالب. من جهته، أوضح مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر أن تباين أدوارهم يعود إلى اختلاف الدول ذاتها، وتقليدهم لأداء الدول في اجتماعات الجامعة، وأن افتتاح قاعة المحاكاة سيساعد في تفاعل الطلاب مع ما يدرسونه، ما يمثل لبنة في جهود خادم الحرمين الشريفين في تطوير التعليم، لافتاً إلى أن جامعة الملك سعود ستدعم نماذج المحاكاة المقبلة. فيما قال المشرف على المشروع الدكتور عبدالله جبر العتيبي إن الفكرة أتت عندما تلقت الكلية دعوة من جامعة هارفرد العالمية لتطبيق هذا النموذج بعد جامعات عالمية، وأكد أن هذا الاجتماع هو لتعريف الطلاب بمنظمات مثل جامعة الدول العربية، وتعليمهم التفاوض والتواصل الفعال وتعليمهم السياسة الخارجية، وسياسة المملكة في العالم عبر برامج المحاكاة. وفي نهاية الاحتفال، كرم مدير الجامعة الطلبة المميزين ومشرف التجربة.
