زيلينسكي يتهم بوتين بمحاولة إفشال قمة السلام    الأهلي يلاقي الهلال .. والنصر يواجه التعاون في نصف نهائي السوبر السعودي    تظاهرة فنية في معرض «تعابير» التشكيلي..    هيئة التراث تُسجّل مواقع أثريةً جديدةً بالسجل الوطني للآثار    «البنتاغون» تعلن إزالة الرصيف العائم في غزة للإصلاح    عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في منطقة نجران    وزير الإعلام: ناقشنا 19 بنداً وعلى رأسها القضية الفلسطينية    مناقشات أوروبية لفرض عقوبات على إسرائيل    المملكة تفوز بجوائز منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات «WSIS +20»    د.الزارع يشكر القيادة الرشيدة بتعيينه على المرتبة الخامسة عشرة بوزارة التعليم    وزير الصحة: المملكة تؤكد ضرورة تحقيق صحة ورفاهة شعوب العالم    السودان: مأساة نزوح جديدة تلوح في الأفق    3 دول جديدة تعترف بدولة فلسطين    عبدالعزيز بن سعود يلتقي أمير نجران ونائبه ويطلع على المبادرات التنموية التي تشرف عليها الإمارة    "دور وسائل الإعلام في الحد من الجريمة"    مجزرة جديدة.. 20 قتيلا بقصف لقوات الاحتلال على مخيمات رفح    افتتاح قاعة تدريبية لتدريب وتأهيل مصابي تصلب المتعدد    وزير الداخلية يلتقي أمير نجران ونائبه ويطلع على المبادرات التنموية التي تشرف عليها الإمارة    «سلمان للإغاثة» ينتزع 1.375 لغمًا عبر مشروع "مسام" في اليمن خلال أسبوع    بحضور نائب أمير عسير.. تكريم أصحاب المتاحف بالمنطقة    «نايف الراجحي الاستثمارية» و«مسكان» تطلقان شركة «ارال» لتطوير مشاريع عقارية عملاقة مستدامة تحقق بيئة معيشية متكاملة    فيصل بن مشعل يكرم 18 فائزا وفائزة بجائزة التربية الخاصة في تعليم القصيم    الهلال يقتحم قائمة أبطال لا يعرفون الهزيمة    "التأمينات الاجتماعية" تُطلق آلية تسجيل العمل المرن المطورة    سمو محافظ الخرج يكرم متدربي الكلية التقنية بالمحافظة الحاصلين على الميدالية البرونزية بالمعرض السعودي للإختراع والابتكار التقني    القتل لإرهابي بايع تنظيماً واستهدف رجل أمن    أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء لجنة جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز    الملك مطمئناً الشعب: شكراً لدعواتكم    ضبط 10 آلاف سلعة غذائية منتهية الصلاحية بعسير    7 اتفاقيات لتحسين جودة مشاريع الطرق في جميع المناطق    وزير الحرس الوطني يرأس الاجتماع الثاني لمجلس أمراء الأفواج للعام 1445ه    "كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة" تستعد لمرحلة «جامعة الدفاع الوطني»    القيادة تهنئ رئيس أذربيجان بذكرى استقلال بلاده    مخفية في شحنة قوالب خرسانية .. ضبط أكثر من 4.7 مليون قرص من الإمفيتامين المخدر    كاسترو يختار بديل لابورت أمام الهلال    سلمان بن سلطان: رعاية الحرمين أعظم اهتمامات الدولة    رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من وسط وشرق المملكة    تطبيق تقنية (var) بجميع بطولات الاتحاد الآسيوي للأندية 2024-2025    السجن والغرامة لمن يتأخر عن الإبلاغ بمغادرة مستقدميه    تمنع "نسك" دخول غير المصرح لهم    «الصقور الخضر» يعودون للتحليق في «آسيا»    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على سعود بن عبدالعزيز    تفقّد ميقات ذي الحليفة.. أمير المدينة: تهيئة الخدمات لتحسين تجربة الحجاج    صالات خاصة لاستقبال الحجاج عبر «طريق مكة»    قدوم 532,958 حاجاً عبر المنافذ الدولية    «الاستثمارات العامة» يطلق مجموعة نيو للفضاء «NSG»    حلول مبتكرة لمرضى الهوس والاكتئاب    الفيصل تُكرم الطلاب الفائزين في مسابقتَي «آيسف» و«آيتكس» وتشيد بمشاريع المعلمين والمعلمات    ورحلت أمي الغالية    القيادة تعزي حاكم عام بابوا غينيا الجديدة في ضحايا الانزلاق الترابي بإنغا    مكتسبات «التعاون»    إخلاص وتميز    كيف تصف سلوك الآخرين بشكل صحيح؟    الاحتيال العقاري بين الوعي والترصد    ولادة 3 وعول في منطقة مشروع قمم السودة    عبر دورات تدريبية ضمن مبادرة رافد الحرمين.. تأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    سكري الحمل    دراسة تكشف أسرار حياة الغربان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسيون يشيدون بدور المملكة و يطالبون بحلف عربي لحل القضية السورية
نشر في اليوم يوم 06 - 03 - 2012

أكد خبراء في العلوم السياسية والعلاقات الدولية ان الدور الخليجي سيكون نقطة الانطلاق لايجاد مخرج آمن للقضية السورية، موضحين ان دول مجلس التعاون الخليجي عليها ان تقرر الشكل المناسب لمساعدة المعارضة السورية بعيدا عن التدخلات الغربية الساعية لتحقيق المصالح العربية، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة تشكيل حلف عربي على غرار حلف الناتو لحل القضايا العربية والسورية.
وكان السؤال الرئيسي لسياسيي العالم العربي من المحيط الى الخليج، هو كيف يرون الملف السوري والفيتو الروسي وماهي تطلعاتهم؟
الخليج عمق لسوريا
في البداية اكد الدكتور فهمي خيرالله رئيس إئتلاف سوريا أولا انه بعد السقوط المدوي للعراق الشقيق في براثن الصفوية الحاقدة تحول العمق الاستراتيجي والعربي لسوريا بإتجاه دول الخليج العربي وعلى رأس تلك الدول المملكة العربية السعودية، مشيرا الى ان دخول درع الجزيرة الى البحرين يؤكد مدى وعي وإدراك القيادة السعودية بأن القضية لا تحتمل المماطلة والتسويف من خلال القنوات الديبلوماسية، مبينا في الوقت نفسه إن نفس السيناريو تكرر في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في معرض رده واستيائه من مهزلة الفيتو الروسي والصيني حيث قال إن ما يحدث في الأمم المتحدة يعتبر نكسة إنسانية «وبادرة غير محمودة» إضافة الى تصريح سمو الأمير سعود الفيصل وإنسحابه من مؤتمر أصدقاء سوريا مما أثار حفيظة القيادة الروسية عندما قال بوضوح أن على الأسد التنحي طوعا أو كرها.
وقال خيرالله ان كل هذه التطورات فرضت نفسها على المشهد العالمي والسوري ما أدى الى الدعوة الى إجتماع عاجل لإستيضاح الأمر خصوصا أن المملكة لامت الروس على عدم التشاور المسبق فيما يتعلق بشؤون المنطقة، موضحا أن روسيا لا تريد أن تخسر المملكة العربية السعودية كما لا تحبذ أن تقدم المملكة السلاح والدعم للمعارضة إسوة بما يقدم أصدقاء الأسد (إيران، حزب الله، وجيش المهدي) من مال وسلاح ورجال، مشيرا الى انه يعتقد ان لدى المملكة أوراقاً أكثر للضغط على روسيا وعليه فإن روسيا ستكون أمام خيارات صعبة حفظا لماء الوجه خصوصا أن دخول المملكة على الخط الساخن وبهذه القوة لم يكن محسوباَ من قبل الروس الذين خسروا ليبيا وقد يخسرون سوريا ومجلس التعاون جملة واحدة.
خدام ..العون
من جهته يرى عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري الاسبق ان جميع اطياف الشعب السوري تأمل بثلاثة مواقف قوية وواقعية لانقاذ الشعب السوري واسقاط نظام القتل والاستبداد، موضحا ان اولى هذه المواقف تشكيل ائتلاف دولي عسكري لانقاذ الشعب السوري، مبينا انه بعد عام من جرائم القتل والتدمير في سوريا وعدم نجاح المبادرات السياسية العربية والدولية وسقوط هذا العدد المقلق من الشهداء، يؤكد ان السفاح بشار الأسد والمدعوم دعما قويا من روسيا وايران سيستمر في جرائمه، ما يتطلب ضرورة التفكير في نهج جديد.
وقال خدام ان ثاني القرارات التي يحلم السوريون باتخاذها هو تقديم العون العسكري والمالي للجيش الحر بصورة مباشرة وليس عبر تنظيمات مدنية تستخدم المال وسيلة للابتزاز السياسي، مبينا ان الجميع قام بتحميل الجيش الحر أكثر من طاقته بكثير جدا فأية محاولة للابتعاد عن الحقيقة ستكون قاسية على الشعب السوري فالجيش الحر يتشكل من عسكريين شرفاء رفضوا قتل مواطنيهم وفي حدود امكاناتهم يحاولون حمايته ولكن ليس بامكانهم كسر جيش النظام وهذا واضح في كل المناطق التي تواجدوا فيها, يقاتلون بشرف وشجاعة واستشهد بعض منهم الا أن السلاح الذي يملكونه لا يستطيع أن يواجه دبابات النظام ومدفعيته وصواريخه.
منع الدعم الروسي
و طالب أنور مالك المراقب الجزائري لبعثة المراقبين لسوريا دول الخليج استعمال كل الوسائل المتاحة من أجل منع موسكو من الإستمرار في دعم نظام قاتل ومجرم يبيد المدنيين بكل الوسائل التي يحرمها القانون الدولي، مشيرا الى ان استعمال روسيا لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن ووقوفها في طريق أي موقف دولي تجاه نظام بشار الأسد فعل مجرم اصلا، ما يعني أن روسيا هي بدورها مجرمة في حق الشعب السوري الذي سيكون المستقبل له مهما كان الرهان على النظام القائم.
وقال مالك ان على دول التعاون الخليجي أن تضغط على موسكو حتى يلين موقفها وتسحب وسائل دعمها لبشار الأسد سواء كانت عسكرية أو سياسية أو دبلوماسية او اقتصادية، مبينا أن الإمكانيات الاقتصادية والمالية والنفطية والمبادلات التجارية تسمح لدول التعاون الخليجي الضغط بصفة مريحة على موسكو التي لا يهمها إلا مصالحها قبل كل شيء وستتراجع نحو أفق آخر في حال استعمال وسائل تنفيذية صارمة تهدد مصالحها الممتدة في المنطقة.
وهذا التأثير العربي لدول مجلس التعاون وقيادتها للأمة العربية سيجعل لها مستقبلا اكثر أهمية في القرارات العالمية، مبينا ان دول الخليج تعلم جيدا إن تقليم أظافر إيران سيبدأ من إسقاط النظام السوري، فعندها ستتقوقع إيران داخل دولتها لتواجه مصيرها أمام شعبها الذي انتفض مرات كثيرة وأبيدت انتفاضته بالقوة وبالرصاص، لذا فإننا نتوقع أن نشاهد مواجهة خليجية إيرانية على ألأراضي السورية وبدعم خليجي كامل وعلني.
ادانة موسكو
وثمن الناشط السياسي صادق الموصلي عاليا موقف المملكة العربية السعودية ووقوفها الى جانب الشعب السوري في مقاومته للظلم والاستبداد الاسدي، موضحا ان تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله كانت معبرة تماما عن الموقف الرافض للحوار مع نظام لا يحاور شعبه إلا بالدبابات والمدافع.
واشار الموصلي الى ان للمملكة ولدول الخليج دورا مهما في سياسات المنطقة وان من مصلحة السوريين التفاهم مع أشقائهم الخليجيين، متمنيا أن تكون هناك إدانة واضحة للسياسات الروسية والتي نرى فيها التعصب للمصالح الذاتية بشكل أعمى وعلى حساب الدم السوري، طالبا من الاجتماع أن يؤكد حق السوريين في حصولهم على حريتهم من نظام الاسد وان يؤكد كذلك على حق السوريين في الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وعائلاتهم، على ان يتم تبني تأمين الممرات الأنسانية والمناطق الحدودية الآمنة.
من جانبه , يقول المحلل السياسي الكويتي وائل الشايجي انه بعيدا عن الحديث الإنساني، إن أردنا أن نقرأ المشهد السوري من الناحية السياسية فقط فإن دول الخليج لم تتمكن من قراءة الوضع السوري بشكل جيد، مشيرا الى ان هذه المواجهة تحاول فيها إيران خلخلة بعض الأنظمة الخليجية ونقل المواجهات الى أراضيهم كما هي سياسة إيران الدائمة خصوصا بعد حرب الخليج الأولى، والتي من بعدها قررت إيران أن تجعل الدول المحيطة من حولها تعيش اضطرابات دائمة لتستقر هي، فإيران لا تستقر دون أن يكون محيطها مضطربا ويعيش في نزاعات طائفية، حيث حلمها الأكبر هو تصدير ثورتها للخارج.
وقال الشايجي ان إيران التي تعتمد على جناحين للتحليق بهما عاليا في مواجهة المجتمع الدولي هما سوريا والعراق، وهما أيضا نفس الجناحين اللذين تعتمد عليهما إيران إن أرادت محاصرة دول الخليج العربي، مبينا ان هناك مخطط الثورة الإيرانية الأكبر والذي تخطط له خلال العشرين سنة القادمة للسيطرة على منابع النفط في الشريط الساحلي لدول الخليج العربي، وبذلك تكون قد أصبحت قوة عسكرية تهدد العالم بعد أن تحقق تقدما ملحوظا في برنامجها النووي، وأيضا وبعد تمكنها من الشريط النفطي ستصبح القوة الاقتصادية المسيطرة على العالم عبر ما تسعى لإقامته
واشار الشايجي الى ان سوريا تعتبر الذراع الأقوى اليوم لإيران في المنطقة والذي من خلاله يمكنها إدارة أحداثها حسب أجندتها، خصوصا إن الجناح الثاني لم يكتمل بعد علاجه فهي لا تستطيع التحليق عاليا به، ولم تستطع حتى الآن استغلاله بشكل جيد لتشكيل خطر أكبر على دول الخليج خصوصا تلك التي تمتلك المخزون النفطي الكبير، موضحا انه كان من الأولى على دول الخليج ومنذ اليوم الأول للانتفاضة السورية أن تساهم بإسقاط النظام العلوي فيها، حتى توقف كل أشكال السيطرة الإيرانية على القرار السوري أو العربي.
واوضح ان دول الخليج التي تعاني عقدة الخوف من المواجهة المعلنة مع النظام الإيراني، وكذلك تخشى من حجم التغلغل السوري في أراضيها، آثرت التأخر باتخاذ قرار مناسب على غرار القرار العربي الموحد تجاه ليبيا والذي اتخذ في جامعة الدول العربية، ومن ثم تم تأييد الضربات العسكرية الأوربية على قوات القذافي، وكل ذلك بسبب تمكن وتغلغل إيران والنظام السوري في بعض الدول الخليجية خصوصا الكويت والبحرين ,مؤكدا ان الخوف الحقيقي من أن يتسبب أي قرار يتخذ بإجماع الدول الخليجية من تحريك خلاياهم في تلك الدول، على الرغم من إن إيران بالفعل قد بدأت التحرك في البحرين ولا زالت تحاول خلق الفوضى فيها، حتى تتمكن من إشغال دول الخليج عموما .
وبين الشايجي وجود مشاكل أخرى كانت موجودة في الكويت وقطر على سبيل المثال، ففي الكويت مثلا كانت الحكومة وحلفاؤها في إدارة الدولة هم من الموالين لإيران، وتمكنت الحكومة وحلفاؤها في السلطتين التنفيذية والتشريعية جعل أي قرار لدول الخليج غير ممكن .
أما بالنسبة لقطر فقال انها استفادت جيدا من كلمة بول برايمر عندما كان حاكما للعراق والذي قال فيها «إن الشيعة لهم عنوان فما هو عنوانكم أنتم».
واشار الشايجي الى ان مواقف دول الخليج تقدمت كثيرا وبات العالم ينتظر قرارها، ولا دليل على مدى أهمية قرارات دول مجلس التعاون الخليجي وتأثيرها على القرارات العربية والدولية هو حجم المعاناة التي يعانيها النظام السوري من قرارات مجلس التعاون وقوله «إن جامعة الدول العربية أصبحت تابعة لقرارات الدول الخليجية، وهذا التأثير العربي لدول مجلس التعاون وقيادتها للأمة العربية سيجعل لها مستقبلا أهمية في القرارات العالمية، مبينا ان دول الخليج تعلم جيدا إن تقليم أظافر إيران سيبدأ من إسقاط النظام السوري، فعندها ستتقوقع إيران داخل دولتها لتواجه مصيرها أمام شعبها الذي انتفض مرات كثيرة وأبيدت انتفاضته بالقوة وبالرصاص، لذا فإننا نتوقع أن نشاهد مواجهة خليجية إيرانية على ألأراضي السورية وبدعم خليجي كامل وعلني.
تقليم أظافر إيران
في حين اكد الدكتور احمد المقدم المستشار السياسي لمجلس الوزراء المصري ان القضية السورية معقدة لاسباب لم يعلنها جميع الاطراف المشاركين فيها، موضحا ان المجتمع الدولي لن يتدخل لحلها عسكريا لثلاثة اسباب واضحة اولها انها دولة تختلف عن ليبيا اي دولة غير بترولية وحلف الناتو لا يتحرك الا اذا كانت الدولة نفطية من الطراز الاول، وثاني الاسباب ان جميع الاطراف الاقليمية كالدولة الايرانية وحتى اسرائيل وتركيا وحتى حزب الله اتفقوا بشكل ضمني على ان نظام الاسد يحقق لهم مصلحة التواجد الاقليمي، على الرغم من الاختلاف الاستراتيجي بينهم، موضحا في الوقت نفسه ان تلك القوى الاقليمية تعتبر نظام الاسد مثل نظام مبارك كنز استراتيجي لا يجب التفريط فيه.
وقال المقدم ان هذه المعطيات تؤكد ان دول الخليج سيكون لها دور حاسم في القضية السورية بعيدا عن القوى الاقليمية في ظل انشغال مصر بثورتها، مبينا ان اغلب دول مجلس التعاون الخليجي يقف ضد نظام الاسد لاسباب تاريخية تؤكد معاداة النظام السوري للنظام الخليجي، مشيرا الى ان حرب الخليج الثانية كانت نقطة الانطلاق الحقيقية لحالة العداء السوري للانظمة الخليجية لانها كانت تقف الى صف الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بالاضافة الى معاداته لبعض الحركات السياسية الخليجية وعلى الاخص في البحرين.
واوضح المستشار السياسي لمجلس الوزراء ان الحلول الخليجية ستكون فعالة من خلال فتح مجال لتقديم الخدمات والمعونات الانسانية بعيدا عن اي تدخل اجنبي، او من خلال تسليح المعارضة السورية من خلال اتفاق سري مع المتظاهرين السوريين .
ضرورة قصوى
بدر الحمادي المحلل السياسي البحريني اكد ان التحرك الآن اصبح من الضرورات القصوى لدعم الشعب السوري الشقيق المطالب بالحرية والتحرر من قيادته ونظامها المتمثلة في بشار الاسد وعائلاته، موضحا انه على الصعيد السياسي ان الشعوب هي من تدعم شرعية النظام الحاكم والشعب السوري له الآن اكثر من عام 2011 الى مارس 2012 وهو يريد الخلاص والحرية من نظامه المتجبر (القاتل الذي تمادى في ارتكابه ابشع الجرائم التى تندرج في قضايا الجرائم ضد الانسانية) وهذا اصبح مطلبا رسميا مدعوما من غالبية الشعب السوري المناضل للخلاص والحرية في تقرير مصيرة.
وقال الحمادي ان دعم تقرير المصير لشعب السوري الشقيق حق على كل شعوب العالم عامة والشعوب العربية خاصة، ومن هذا المنطلق الثابت السياسي فعلى وزراء الخارجية للدول الخليجية اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتحقيق مطلب تقرير المصير للشعب السوري للتخلص من نظام بشار الذي سقط، بحكم الإرادة الشعبية العامة (الرافضة لبشار وعائلته ونظامه بشكل جزري وشامل دون رجعة)، بالاضافة الى المواثيق الدولية المتزمتة لهذا الحق الاصيل في تقرير المصير للشعوب.
واشار الحمادي الى انه يجب على دول الخليج العربي دعم الشعب السوري المناضل بكل الوسائل الممكنة على ان يستند لمبادئ حقوق الانسان وضمان سلامة الشعب السوري من اي انتهاكات اوتعريضه للمخاطر بكافة الوسائل التي نظمتهما مواثيق الامم المتحدة، من خلال مطالبة الامم المتحدة وشعوب العالم قاطبة والهيئات الأممية العالمية على إيقاف بشار ونظامه وكل من يسانده، سواء كان حزب الله من لبنان والتيارات العنصرية والمليشيات العراقية او نظام طهران لتوقيف مثل مظاهر العمليات الحربية الإجرامية التي ترتكب بحق الشعب السوري بكل ساعة ويوم حتى الآن وهو يطالب بحريته وهو الأعزل من كل وسائل الدفاع عن نفسه وضمان وحماية سلامة المدن والقرى، بالاضافة الى سرعة فرض حظر على النظام السوري من التحرك العسكري والامني بكل المناطق بسوريا.
وقال الحمادي ان اهم الخطوات التي يجب ان تتخذ سرعة فرض حصار شامل على المسئولين بالنظام السوري وتجميد تنقلاتهم ونقل اموالهم وأصدار اوامر القبض عليهم وتوقيف تقديمهم للمحاكم الدولية المختصة بتهم الجرائم ضد الانسانية، بالاضافة الى تجميد أرصدة النظام السوري الحكومية والخاصة بأعضاء الحكومة وأسرهم، مشيرا الى اهمية فرض عقوبات على اي دولة او منظمة او مؤسسة تساند او تساعد النظام السوري الحالي المتمثل في نظام بشار ومن يقف معه داخلياً وخارجياً بكل الوسائل المتعارف عليها حسب المواثيق الدولية، وفتح الأبواب لمنظمات الإغاثة الانسانية للدخول لأراضي سوريا لانقاذ الشعب السوري وتقديم المساعدات الانسانية للشعب السوري الذي يباد بشكل وحشي بكل أشكالها دون شروط اوقيود من نظام بشار.
حلف عربي
و يرى الدكتور عاصم الدسوقي استاذ التاريخ السياسي العربي الحديث ان الدور الخليجي سيكون نقطة التحول في المنطقة كلها من خلال مساندة المعارضة السورية بكل الوسائل الممكنة، مطالبا بضرورة دراسة استراتيجية جديدة لتشكيل ما يسمى بالحلف العربي او الناتو العربي للتدخل الآمن بعيدا عن المساعي الامريكية للسيطرة وتفكيك العالم العربي، مبينا ان روسيا والصين لا تعنيهما المأساة التي يعيشها الشعب السوري بقدر اهتمامهما بمصالحهما التي ستتأثر بالتواجد الامريكي في الشام.
مخاطر
اما النائبة العراقية ندى ابراهيم الجبوري فاكدت ان العنف لا يزال مستمرا بالساحة السورية رغم مطالبات جامعة الدول العربية بايقاف العنف وحتى بعد توقف عمل بعثة المراقبين .
واوضحت اهمية الخطة العربية بايقاف العنف فى سوريا فى مجلس الامن الذى واجهه فيتو روسيا متشدد واخر صيني اقل تشددا,مبينة ان ما يهدد المنطقة العربية من مخاطر وشبح التقسيم والعنف وانعدام حقوق الانسان كان له الاولوية من المملكة بموقف عربى قوى لحماية الامة العربية والشعوب العربية المسلمة ومن ضمنها قضية فلسطين.
واشارت الى ان الملف السورى هو من الملفات الخطرة فى عام 2012 والتأثير سوف لن يكون على الشعب السورى فقط وانما على كل دول المنطقة بما فيها الاردن وتركيا والعراق، موضحة ان الموقف العربى الموحد يبقى له اولوية لان هناك دولا اقليمية لها نفوذ بالمنطقة وعلى ان يكون الدور الاساسى لجامعة الدول العربية ولا تبقى الدول العربية تتلقى ضربات خارجية وتعمل برد فعل لفعل خارجى.
وقالت الجبوري ان الدور العربى بحل القضية السورية والصراع والعنف الذى بدأت بوادر حرب اهلية من طوائف واقليات واعراق قد يذهب حريقها الى كل المنطقة بل ان رمادها سيكون التجزئة والتقسيم، مؤكدة ان الشعوب لها الحق بتقرير مصيرها ,وهذه السنة سنة القمة العربية فى بغداد وسيكون هناك موقف عربى معلن بتوصيات وتدابير من بغداد عن خريطة الطريق للمنطقة العربية والتغييرات التى تجري بها وستكون هذه القرارات عربية ونسعى الى توحيد الموقف، موضحة في الوقت نفسه ان دول التعاون الخليجى ما زالت لها ثقلها بكل المنطقة العربية وخاصة لكون ان دولا كبيرة قد حل بها التغيير السياسى وهى تمر بمراحل انتقالية ومرحلة بناء داخلى تجعلها تحتاج تكاتفا وتعاونا عربىا من دول التعاون الخليجى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.