نوّه مفتي لبنان الشيخ محمد قباني بمشروع توسعة المطاف الذي تقوم بتنفيذه حكومة المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيداً بقرار خفض الحجيج لهذا العام، وذلك لما تقتضيه الحاجة ولما تمليه الضرورات. وأكد الشيخ قباني - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أنّ «المملكة التي تحتضن أماكن ومشاعر وشعائر الحج في مكةالمكرمة والكعبة المشرفة وقبلة المسلمين في العالم، تقوم بأعباء جِسام في هذا المجال، فتُوفر للحجّاج والمعتمرين كل الظروف والأسباب والآليات الإرشادية الدينية والصحية والعلاجية والاستشفائية وشبكات المواصلات والاتصالات والإعلام وأماكن الإقامة في الفنادق والأمن، إضافة إلى كل وسائل الراحة في المسجد الحرام والمشاعر المقدّسة ليؤدي الحجاج والعمَّار حجّهم وعمرتهم براحة وأمان واطمئنان إلى أن يغادروا ويعودوا إلى بلدانهم بسلام». وشدّد أمس (الأربعاء) على أنّ «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تقوم بكل المهمات والأعباء المذكورة، وتعمل جاهدة بكل قوة وقدرة وإمكانات في توسعة المسجد الحرام في مكةالمكرمة، وهو مقصد المسلمين الأول للحج إليه من مختلف أنحاء العالم»، مشيراً إلى أن «التوسعة الجارية حالياً التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين تعد الأكبر والأوسع في تاريخ المسجد الحرام مع كل المرافق التي تحتاج إليها، وستسهم في استيعاب أكثر من مليوني حاج ومعتمر في وقت واحد». خفض 20 في المئة من أعداد الحجاج قدر وزير الأوقاف المصري الدكتور طلعت عفيفي الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحكومة المملكة في تطوير وتوسعة الحرمين للتسهيل على المعتمرين والحجاج لأداء مناسكهم في أمن وأمان. وأعرب خلال لقائه في مكتبه بالقاهرة أمس سفير المملكة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان عن تفهمه للأسباب التي شرحها قطان، والتي أدت إلى خفض عدد الحجاج بنسبة 20 في المئة لجميع دول العالم العربي والإسلامي. وأبدى الوزير عفيفي إعجابه بالصور التي اطلع عليها لتوسعة الحرمين الشريفين والمطاف، مؤكدًا أن هذه الأعمال تتفهمها القاهرة وتؤيدها، وستؤدي بعد الانتهاء منها إلى زيادة أعداد المعتمرين والحجاج وتسهيل أداء المناسك للمسلمين كافة بكل يسر وطمأنينة. المقصد الشرعي من وراء القرار أوضح وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الدكتور علي العبيد أن حكومة المملكة شرعت خلال الأعوام الماضية بإقامة خمسة أدوار متعددة لرمي الجمرات وليس دوراً واحداً، وأنشأت جسوراً وشقت طرقاً للربط بين المشاعر، فزال ما كان يعانيه الحجاج من ضيق أثناء تأدية هذا الركن من أركان الإسلام. وأشار إلى أن من المقاصد الشرعية في الإسلام تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وأن دفع المضرة مقدم على طلب المنفعة، خصوصاً إذا عرف أن هذا المشروع ستنتج منه مصالح كبرى في المستقبل، إذ سيهيئ مساحة أوسع للطائفين، بحيث تزيد قدرته الاستيعابية لأعداد الطائفين ثلاثة أضعاف الاستيعاب الحالي، كما أن المشروع ينفذ في فترة زمنية قصيرة، داعياً المسلمين وحكوماتهم في مختلف الدول إلى إدراك ذلك، وأن يقدروا أن هذا القرار بتقليل أعداد الحجاج والمعتمرين هو لخدمتهم أولاً وأخيراً.