كتبه: عبدالله شاهر ارتقت دولة الأندلس بفضل علومها وتقدمها العلمي رغم عدم توفر إمكانيات هذا العصر لديهم ، لتبقى شاهدة على الفن والهندسة، وأصحبت رائدة العلم والمعرفة في زمانها، لتجعل جوانبها المضيئة شاهدة لها على القرون الماضية، ثم بنيت الزهراء بتفاصيل هندسية دقيقة أذهلت الحضارات التي تبعتها ، لتثير دهشة عدوها وذهول خصومها بما رأوه من حضارة سبقت زمانها، إذ يعود فضل ذلك بتمكين الخبرات الهندسية وأهل الفكر والرأي ليتفننوا بعمارتهم الخاصة، بل وتقدمت طبياً وفكرياً وإجتماعيا ً، بسواعد أبناءها. حتى وصف أبو يحيى بن صمادح بركته التي أنشأها فقال : كأن أنساب الماء في صفحاتها حسام صقيل المتن سل من الغمد نفورية فوارة مستديرة لها مقلة زرقاء موصولة السهد واستشهادنا هنا لتطور من قرابة 1000 سنة في زمن كانت الأدوات بدائية تبحث عن أبسط عن مقومات الخدمات والتنظيم، ومع ذلك ذكرها وهندستها باق من جيل إلى آخر . وبعد قرون من تلك الحضارة، نجد على الجانب الآخر، في وقت تطور فيه العالم، وتقدمت فيه المدن إلى تطور شكل عنواناً لهويتها ومكانتها، فهناك مدينة تصارع التطور، وحالها لم يتقدم منذ عقود، وتوقفت في زمن محدد، وكأنها تعاني من حرب أهلية ترجع بها الى سنين ماضية، فضلاً عن كونها من الوجهات السياحية التي يقصدها السائح سنوياً، بسبب رجعية من يعمل للتطور والتقدم في تلك المدينة . ولعل أبرز شواهد ما يكتب هنا، ماحصل موسم صيف 2025 م في محافظة النماص التي كانت شاهدة للعيان على التشوه البصري في مواقعها السياحية، وأشبه ما يكون هذا الموسم بهناقر ( التشاليح وسكراب الحديد )، وكأنك تقضي إجازتك السنوية في صناعية ومواقع بيع الخردة ، دون أدنى تخطيط أو تصميم يليق بهوية المكان والإنسان، مما يثبت للزائر عدم كفاءة من يخول له الأمر في ذلك، لاسيما وتسليم ذلك الموقع المحدود لمستثمر يسيطر عليه بإحتكار صارم وتخطيط على ورق بالي في دفتر طالب ( بليد )، ويفرض رسوماً فلكية على المشاريع الموسمية التي تؤول عليهم الدولة في صناعة إقتصاد محلي يرتقي بالمدينة والمنطقة إلى ما تستحق . ومما يثير التساؤلات في مقالنا، عن ماهي الاشتراطات التي يتنافس عليها المستثمرين لمثل هذه المواقع السياحية في موسم الصيف ! وهل هناك بنية تحتية جاهزة للنهوض بالاستثمار بما يليق بها ، لتكون من ركائز إقتصاد الدولة، وهل ستبقى هذه الفعاليات والاستثمارات محدودية بموقع وحيد دون المواقع الأخرى . فعلى قمم تلك الجبال الشاهقة، تتنوع المواقع السياحية الطبيعية التي تجعل منها سياحة مستدامة لمن كان له نظرة مستقبيلة وفق خطط مدروسة ، وتمكن البلدية من إستثمارها بما يتطلبه المكان على ما يواكب تقدم العصر وتطور العمران، وإلى من يهمه الأمر في ذلك أن يجعل التنافس بينهم بما ينهض بالسياحة إلى ما يليق بالمواسم السياحية، وإعادة النظر في الشروط التي وضعتها ، ليكن نشاط المدينة السياحي والاستثماري على سواعد شباب وشابات البلد، محاولة إيجاد الحلول لكل ما يعيق طريقهم. إن ما حصل خلال صيف الماضي في النماص لا يرتقي بأن تكون هذه المحافظة وجهة سياحية، وكأنها تشكو إنطفاء العمر وتقدم السن بسبب عشوائية التخطيط والتشوه البصري على أرض الواقع، ولم تلحق بركب التطور الذي غير ملامح كثير من المدن . خلاصة القول، إن أهالي وسكان النماص يتطلعون بآمالهم إلى رئيس البلدية المعين مؤخراً، ليكن داعماً لهم وسندا لهمتهم، ويجعل من الآلآم آمالاً ، ومن العثرات نهوض لمدينتهم، لينهض بها برؤية مستقبلية وخطط واضحة. كتبه / عبدالله شاهر