عبارة أراها دقيقة جدًا لاسيّما وأنها تعني التشدّد لمبدأ أو فكرة أو جماعة ، وغير ذلك من التصنيفات الاجتماعية أو السياسية أو حتى الدينية، ويزداد الأمر سوءًا حين يكون الطرف المنحاز له على خطأ ظاهر أو باطن كأن تكون كلمة حق أُريد بها باطل ..
الانحياز يكون سُمّا زُعافا عندما ننحاز لنصرة شخصٍ نعلم أنه على خطأ حين اختلافه مع الآخر ونُصر على سلامة موقفه والتعزيز له لعدة اعتبارات إما تحاشيا لسلطته أو سطوته أو مداراة لمشاعره وأحيانًا افتكاكا منه .. الانحياز يكون ظلما وزورا وتعديا حين نُشيد بجماعة ٍنعلم أنهم على ضلال بيّن وواضح ونتجاهل أثر ذلك الضلال على القيم والثوابت .. الانحياز يكون تغريرًا وتضليلا بجاهل يرى أنه مُحق وغيره على باطل وهو في قرارة نفسه يعلم أنه سادرًا في جهله وغروره وضلاله .. كما أن من الانحياز ماهو ممقوت ، فهناك انحياز محمود ، بلا مبالغة ولا تعصب ،كالانحياز للمبادئ السليمة والتي لا يختلف عليها اثنان لحفاظها على الحقوق والواجبات .. والانحياز للجمال بكافة صوره فيما خلق الله كأن نتفق على جمال الورد ونختلف على تقبل لونه فأنا أعشق الأبيض وأنت تميل للأحمر وهكذا.. العجيب في أمر المنحاز أنه لا يعلم أن أهم سبب لانحيازه ضعف شخصيته أحيانا ، وأحيانا شماتة في المنحاز ضده ،وقد يكون عدوانية وسلطوية منه !! ومن المؤسف أن يشيع التحيّز الممقوت بصورة واضحة وبيّنة في المجتمعات المتقدمة وكذلك الأقل تقدما حتى أصبحت الجماعات تقاد كالقطعان ، فلا تفكير منطقي يعيدها إلى جادة الصواب ولا عقل يحدّد مسار تعاطيها الصحيح مع المواقف المختلفة ، أو أن يمتلك شخصية سوية قادرة على التمييز بين الخطأ والصواب .. إذن : الانحياز أو التحيز كوجهي عملة أيّما قلبتها وجدت ما يناسبك وما لا يناسبك .. فأيها تختار لتدفع ضريبة خيارك؟!