دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يكون مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي الذي بدأ أعماله اليوم بالقاهرة، فاتحة لسلسلة مؤتمرات لتجديد الفكر الإسلامي التي تعقد عامًا بعد عام. وطالب السيسي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر بأن تولي أهمية لتجديد الخطاب الديني، لأن التراخي عن الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم ليخطفوا عقول الشباب ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة وينقلوا لهم التفسير الخاطئ للقرآن والسنة. وأعرب عن أمله بأن تأتي نتائج المؤتمر على قدر التحديات التي تواجه الأمة وعلى رأسها الإرهاب الذي يحول دون المضي قدما في مسيرة التقدم. وقال إن التجديد الذي نتطلع إليه ليس في ثوابت الدين ولا العقيدة ولا الأحكام التي اتفق عليها الأئمة، وإن ما ننتظره هو التجديد في فقه المعاملات في مجالات الحياة العلمية، مؤكدا أنه من رحمة الله بنا أن شرع لنا أحكاما ثابتة، وأحكاما تتغير وفقا للتطور، وأن الفتوى تتغير من بلد لبلد، ومن عصر لعصر، ومن شخص لشخص. من جانبه، أكد فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن العلماء الإصلاحيين هم القادرون على تجديد الفكر الديني، موضحًا أن الانفتاح الحضاري هو إخفاق لتيار الانغلاق والتشدد وهو في الوقت ذاته إسقاط للمتفرنجين الذين يديرون ظهورهم للدين. وقال إنَّ الإسلام ظلَّ - مع التجديد-، دينًا قادرًا على تحقيق مصالح الناس وإغرائهم بالأنموذج الأمثل في معاملاتهم وسلوكهم، بغضِّ النَّظر عن أجناسِهم وأديانهم ومعتقداتهم، مشيرًا إلى أنه مع الركود والتقليد والتعصُّب بقي الإسلام مجرَّد تاريخٍ يُعرض في متاحف الآثار والحضارات. وأضاف أن هذا المصير البائس لايزال يشكِّل أملًا، وحُلْمًا ورديًّا يداعب خيال المتربِّصين في الغرب والشرق، بالإسلام وحده دون سائر الأديان والمذاهب، ومن هؤلاء مَن ينتمي إلى هذا الدِّين باسمِه وبمولدِه. وأكد الدكتور الطيب أن قانون التجدُّد أو التجديد، هو قانون قرآني خالص، توقَّف عنده طويلًا كبارُ أئمةِ التراث الإسلامي وبخاصة في تراثنا المعقول، واكتشفوا ضرورته لتطور السياسة والاجتماع، مشددًا على أنَّ الله تعالى وضعه شرطًا في كل تغيُّير إلى الأفضل، وأن وضع المسلمين، بدونه، لا مفر له من التدهور السريع والتغير إلى الأسوأ في ميادين الحياة. وأعلن شيخ الأزهر في كلمته عن إنشاء مركز الأزهر للتراث والتجديد، الذي يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، وعددا من العلماء المتخصصين الراغبين في المساهمة في تجديد الفكر الإسلامي.