تنكشف أسرار علاقة الصداقة العريقة بين الإنسان والصقر، فكلاهما جبل على حب الحرية، إلى جانب أن لدى كلٌ منهما صفات تكمل الآخر، ولعل هذا ما يجعل علاقتهما متميز ومثيرة للاهتمام. فالصقّار نباي بن مطلق العتيبي، الذي قطع مسافة 200 كيلومتر، قادمًا من محافظة المزاحميَّة غرب الرياض لحضور فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور في مَلْهَم شمال العاصمة، طارحاً أول أسئلته وأهمها لحظة وصوله موقع المهرجان، ورافق سؤاله حماساً للمشاركة في المنافسات التي تأتي ضمن فعاليات المهرجان، إذ سأل عن موقع خيمة السباق، لأنه على حد قوله مولع بهواية تربية الصقور منذ صغره، لكن كبر السن أدى إلى تركه هذه الهواية التي أحب بعد 40 سنة العودة إلى ممارستها، إذ انتظر انطلاق النسخة الثانية من مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور لحضور الفعاليَّات، لما سمعه وتابعة في النسخة الأولى من المهرجان، مؤكداً أنها كانت الدافع الأول للعودة لممارسة هذه الهواية. ولفت العتيبي الانتباه إلى إصراره على المنافسة رغم معانته مع مشكلة ضعف النظر، ولكن الحزن الكبير الذي يسكن فؤاده مع الذكريات التي يسترجع فيها حكاياته مع الصقور لمّا كان شاباً، معبّراً خلال حديثه عن مدى الشوق العظيم لديه للعودة لممارسة هوايته قائلاً: "أيّ شوق ينشده صقَّار، ترك صقره من سنين، شوقي لصقري "فزَّاع" الذي رافقني 12 عاماً، لازال يعيش داخلي، وصحيح أنَّي تركت الصقارة بسبب التقدم في العمر ومداهمة الأمراض لبدني، إلاَّ أنَّها الروح، تعشق دائماً معانقة السماء من خلال الصقر الذي أشعر بأنه يبادلني المشاعر بالحب". وأوضح أنه آثر إهداء صقره (فزاع) كنوع من الاحترام والتقدير لأعزِّ أصدقائه، من منطلق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا"، مؤكداً أن اسم "فزاع" كان له وقع كبير على مسمعه عندما تكرر ذكره، إذ تحمل عدد من الصقور المشاركة هذا الاسم، الذي كان يحمله صقره وكان هو من أطلقه عليه. وأكد الصقّار العتيبي أنَّه يعكف حالياً على تعليم أحفاده فن الصقارة، بالتدريب على التعامل معها وأصول اقتناءها وتربيتها، متمنياً إجادتهم في نهاية المطاف لتربية الصقور، والمشاركة في المهرجان في السنوات المقبلة.