اختتم أمس المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، اجتماعه الرابع والعشرين، والذي استمر يومين، بحضور أعضاء المجلس بتشكيله الجديد في دورته الخامسة والذي وافق عليه مجلس الجامعة ويضم نخبة من الشخصيات المحلية والعالمية البارزة في القطاعين الأكاديمي والصناعي، وذلك بمقر الجامعة. وأشاد مدير الجامعة الدكتور سهل عبدالجواد بالاجتماع الرابع والعشرين، وقال: إن المجلس هو تجربة تبنتها الجامعة لربط جهودها البحثية والمعرفة المتراكمة لديها بالتطورات العلمية السريعة التي يعيشها العالم اليوم، مضيفًا أن المجلس يدعم ثقافة الابتكار التي تسهم في تحقيق الاكتشافات العلمية وتحفيز الباحثين على إنتاج المزيد من الأعمال البحثية القادرة على إيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التقنية وتحويل المعارف العلمية إلى تقنيات متطورة. وأضاف أن من بين الموضوعات المهمة التي اعتنى بها المجلس، على مدار مسيرته، نجاح الجامعة في بناء نظام ابتكاري متكامل حيث مهدت الجامعة لنجاحها بالتركيز على التميّز في الأبحاث الأساسية ثم كان تأسيس وادي الظهران للتقنية الذي يعد اليوم أكبر تجمع من نوعه عالمياً لمراكز أبحاث النفط والغاز، كما ناقش المجلس تطور شركة وادي الظهران للتقنية الذي تم إنشاؤها لدعم الاقتصاد المعرفي وتطوير التقنية وتسويق وتتجير التقنية الناتجة عن الأبحاث العلمية. من جانبه بين أمين المجلس الدكتور سمير البيات أن جدول أعمال اليوم الأول من الاجتماع تضمن حلقة نقاش حول "دور الجامعات في ضوء المتغيرات الحاصلة في منظومات التطور الاقتصادي" ناقشت التحديات التي تواجهها الجامعات عند التحول إلى جامعات عالمية وكيفية بناء نموذج خاص بكل جامعة وأهداف التعليم الجامعي ودوره في التنمية الاقتصادية. وسلطت حلقة النقاش الضوء على ثلاثة محاور تتعلق بتغير أدوار الجامعة وهي التعليم من أجل توفير رأس مال بشري للابتكار وإعداد الطلاب للقيام بأدوار مستقبلية متنوعة في التطوير المهني والوصول إلى خطة للمعرفة وعمليات الابتكار وتبادل المعرفة مع الجهات الفاعلة لنقل التقنية من خلال القيمة المشتركة، حيث أدار حلقة النقاش وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية الدكتور ناصر العقيلي وشارك بها أربعة من خبراء المجلس وحضرها خبراء من الجامعة وأرامكو السعودية وشركة وادي الظهران للتقنية. وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "ايرو برودكتر" سيفي قاسمي :إن دور الجامعة يتعدى تخريج أفراد لديهم المعرفة ليشمل التدريب على حل المشكلات والابتكار والتأهيل في شتى جوانب الحياة وزرع القيم الإنسانية النبيلة لتخرج الجامعة بذلك إنسانًا متكاملًا مؤهلًا بالعلم والأخلاق والقدرة على التطور المستمر. وتحدث رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور توني تشان، عن بناء نموذج خاص لكل جامعة والتحديات التي تواجهها الجامعات في ظل التطور المتسارع للتقنية والعلوم وأهمية تهيئة الجامعات لطلابها وللمستقبل من خلال تزويدهم بالمعارف الحديثة ومواكبة التطور وزرع ثقافة التطور المستمر والابتكار وإنشاء العلاقات المستمرة مع الجامعات الأخرى حول العالم وتبادل المعرفة والعمل البحثي المشترك وبرامج التبادل الطلابي، كما تطرق إلى أهمية الابتكار ودوره في تطور البشرية وضرورة تعزيز ثقافة الابتكار عند الطلاب خلال دراستهم بالجامعة. ومن جهته أوضح نائب رئيس معهد كاليفورنيا للتقنية ومدير مختبر الدفع النفاث السابق – الولاياتالمتحدة الدكتور تشارلز العشي أن أحد أدوار التعليم هو كيفية صنع قادة ومبدعين، وأفاد أن إنجاح العمل البحثي يعتمد على الحس البشري بالفضول وأهمية تنمية ذلك الشعور عند الطلاب والباحثين بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن البحث جزء لا يتجزأ من التعليم. ومن جهة أخرى تحدث رئيس المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتقنية في كوريا الدكتور نام بي سوه، عن ضرورة تطور الجامعات بشكل مستمر وأهمية صنع تغييرات محورية من شأنها أن ترفع مستواها بين الجامعات العالمية وتحسن أداءها وجودة مخرجاتها ويكون لها أثر محلي وعالمي، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي للجامعات هو خدمة الإنسانية. وأضاف البيات أن برنامج اليوم الثاني للاجتماع تضمن عرضًا عن المستجدات التي شهدتها الجامعة خلال الشهور الستة الأخيرة وعرضاً عن تحول الجامعة إلى جامعة كثيفة البحوث وزيارة مشاركتها في أنشطة التنوع الاقتصادي لتكون على نمط الجامعات العالمية المرموقة في العالم والمعروفة بأثرها الاقتصادي الفعال. يذكر أن المجلس يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها تقديم الاستشارة المخصصة لرؤية الجامعة وتوجهاتها المستقبلية والاستفادة من التوجهات والمستجدات العالمية في التعليم العال والتطور التقني والصناعي ودعم جهود الجامعة في تعزيز ميزتها التنافسية ومكانتها على الصعيد العالمي وتفعيل شراكة الجامعة مع المؤسسات الأكاديمية والصناعية العالمية والإسهام في تطوير العملية التعليمية والنتاج البحثي والتواصل المجتمعي للجامعة. وتجدر الإشارة إلى أن التشكيل الجديد للمجلس يضم الدكتور مارتن جيسكي رئيس المجلس -الرئيس السابق لجامعة بوردو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، المهندس أمين بن حسن الناصر رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير الإداريين التنفيذيين، الدكتور سهل بن نشأت عبدالجواد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، السيد بال كيبسقارد رئيس مجلس إدارة وكبير الإداريين التنفيذيين شركة شلمبرجير الولاياتالمتحدة، الدكتور تشارلز العشي نائب رئيس معهد كاليفورنيا للتقنية ومدير مختبر الدفع النفاث السابق الولاياتالمتحدة، الدكتور توني تشان الرئيس، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، سيفي غاسمي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي أير برودكت أند كميكل ليمتد الولاياتالمتحدة، الدكتور عبدالعزيز بن صالح الجربوع رئيس مجلس الإدارة، الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، الدكتور نام بي سوح رئيس المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتقنية في جمهورية كوريا، الدكتور هوجو سننشاين الرئيس السابق لجامعة شيكاغو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الدكتور سمير البيات أمين المجلس.