شاركت المملكة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد برئاسة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ في المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، والذي عقد بالقاهرة تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وبحضور كوكبة من علماء الدين، والسياسيين، والبرلمانيين، والمفكرين، والمثقفين، من مختلف دول العالم. وحظيت مشاركة المملكة في المؤتمر، الذي حمل عنوان "بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها" واختتم أمس، بزخم إعلامي كبير وسط إشادات وتنويهات من المشاركين ووسائل الإعلام المحلية والعالمية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي بدور المملكة الريادي في حفظ هوية الأمة، وبناء شخصية الأئمة والدعاة وتحصينهم ضد دعاة التطرف والإرهاب، والتوجه نحو بناء الأوطان والعمل الإيجابي الذي ينفع الإسلام والمسلمين. واصدر المشاركون في المؤتمر وثيقة القاهرة للمواطنة وتجديد الخطاب الديني، التي أكدت أهمية التفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير، وأهمية التفرقة الواضحة بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس، وضرورة الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل والتأمل والتفكير بالتعمق في دراسة مفاتيح العلم وأدوات الاجتهاد والفهم. وشدد المؤتمر في توصياته الختامية على ضرورة العمل الجاد على تكوين إمام عصري مستنير من خلال برامج تدريب وتأهيل الأئمة والخطباء والواعظات، بحيث لا تقف عند حدود التأهيل الشرعي واللغوي، وعلى مشروعية الدولة الوطنية وترسيخ مفهوم المواطنة المتكافئة، وبيان أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، وأن حفظ الأوطان أحد أهم المقاصد المعتبرة شرعًا. وطالب المؤتمر بتعزيز دور المؤسسات الوطنية في خدمة أوطانها ودعم جهودها في مختلف المجالات، بما يحقق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار للوطن وأهله، وتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية، تنظيرًا وتطبيقاً وتحويلها إلى واقع وثقافة مجتمعية راسخة، والتأكيد على احترام الآخر المختلف عقديًّا، أو فكريًّا، وعلى ترسيخ أسس العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد. ودعا إلى التركيز في مناهج التعليم على الجانب القيمي التطبيقي، كقبول التعددية والتعايش السلمي والتفكير الناقد وثقافة الحوار، وترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية وخدمة المجتمع. وأوصى المؤتمر بتعزيز دور الأسرة في بناء الشخصية المتوازنة في فهم أمور الدين والدنيا، بما يؤدي إلى وجود أجيال قوية قادرة على حمل الأمانة، والوفاء بحقوق الوطن عليهم. كما أكد على الدور الفاعل لوسائل الإعلام في مجال دعم قيم الانتماء والولاء للوطن، والتصدي لكل محاولات الهدم والقوى المعادية التي تعمل على زعزعة أمن الوطن واستقراره. وعدَّ المؤتمر هذه التوصيات وثيقة عمل مشترك نحو ترسيخ الولاء والانتماء الوطني وبناء الشخصية الوطنية، مع العمل المشترك لنشر الفكر الوسطي المستنير وبناء السلام العالمي لصالح الإنسانية جمعاء. وبعث المشاركون بالمؤتمر برقية تأييد وشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة للمؤتمر، وتقديرًا لمواقفه وجهوده في مواجهة الإرهاب، وفي تبني قضايا تجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي المستنير.