لا تزال ذاكرة أبناء مدينة بريدة محتفظة بالنقلة النوعية ل«الكليجا» ووصولها إلى درجة التميز الممنوح لمدينتهم ولأسواقها الشعبية من خلال بقاء الصناعة الغذائية جزءا من التراث الشعبي، وكذلك لشهرتها الكبيرة التي تجاوزت النطاق المحلي إلى العالمي وأصبحت مجالا للتقليد والمحاكاة بوصفها واحدة من الصناعات الغذائية المهمة. ولعبت الأكلات الشعبية دورا بارزا في تنشيط تلك الصناعات الغذائية الواعدة، وكذلك في تنمية الاستثمارات الأسرية، ولذلك فقد باتت هذه الأكلات موردا مهما وذات دخل جيد على الكثير من أسر المملكة ومستثمريها الصغار. وأصبحت صناعة «الكليجا» من الأعمال التي تدر دخلا جيدا للعديد من الأسر المنتجة، خاصة حينما تكون المكونات الداخلة في صناعتها طبيعية. وفي الوقت الذي تعددت فيه أشكال تصنيع الكليجا في السوق المحلية، ظهرت كليجا مستوردة من الخارج وخصوصا من هولندا، مما يمنحها بعدا دوليا يكشف أن مكوناتها وتشابه تصنيعها يجعل منها استثمارا محليا قابلا للتصدير والتوسع في الأسواق الخارجية. وكان عدد من المهتمين بالتصنيع الغذائي دعوا في مؤتمرات وندوات متخصصة إلى عدم الركون إلى التصنيع التقليدي والبحث عن أساليب تطوير تتجاوز المكونات التقليدية للأكلات الشعبية لتساهم في توسيع دائرة تسويقها.