إذا كان الدفاع عن الوطن ومصالحه والإشادة بإيجابياته وإنجازاته تطبيلا فما أجمل نغمه وأطرب لحنه ما دام يصدر عن إحساس صادق وواقع حقيقي! المشكلة أن البعض يسبح بحمد الدول والمجتمعات الأخرى صبحه ومساءه وتصغر في عينيه سلبياتها أمام إيجابياتها، ثم يعيب على المواطن السعودي أن يظهر اعتزازه بهويته ومحبته لوطنه وفخره بإنجازاته، وكأن بلادنا لا تملك إيجابية واحدة تستحق الإشادة، على الجانب الآخر هناك من يرى أن أي نقد للسلبيات وإبراز للقصور في أداء الأجهزة الحكومية هو عداوة للوطن وانتقاص من قدره، وكلاهما وجهان لعملة واحدة لا ترى إلا بعين واحدة!. سأحب وطني لأنني لا أملك خيارا آخر سوى أن أحبه، فحب الأوطان من فطرة الإنسان، سأمتدح إيجابياته من باب الفخر والاعتزاز بأبنائه الذين بنته سواعدهم، وسأنتقد سلبياته من باب الحرص على كماله والتصدي للصاعدين على أكتافه!. سيقرع المخلصون من أصحاب الرأي طبولهم تحفيزا للإيجابيات، وسيقرعونها أيضا تنبيها للسلبيات، هذا هو مفهومي لقرع الطبول في الأوطان، العمل بعين الرقيب المحب على تحقيق مصلحته والدفاع عن مصالحه، أما من يسمعون بأذن واحدة أو يرون بعين واحدة فهم بحاجة لتصحيح قصر النظر وعلاج صمم الأذن ليروا وطنهم بجميع الألوان لا اللونين الأسود والأبيض وحسب!.