التصقت إنجازات نادي الاتحاد بنوعية خاصة من الشخصيات التي ساهمت في تدوير الافكار والاستراتيجيات والمال وصاغتها في دائرة واحدة لبلوغ مكانة ذات قيمة ورفعة. لم يتحقق ذلك لولاء تلك الشخصيات «الفولاذية» شكلاً ومضموناً تمتلك بعد نظر ورأيا سديدا ورؤية ثاقبة وهذه بلا شك عطايا من رب العباد. فهم مختلفون بفكرهم وطموحهم وإرادتهم ، حتى اهدافهم التي استطاعوا تحقيقها كانت اهدافا مختلفة، دائما نظرتهم الى ما هو ابعد مما يتصوره الجمهور جعلهم يطبعون بصمة رضا في جبين تاريخ الاتحاد واصبح قدوة لكثير من انديتنا في صناعة الفكر الرياضي. حضروا من اجل ناديهم ولولا إيمانهم بإضافتهم له لما حضروا وعرفوا انتماءهم له انتماء تاريخيا فحافظوا على مكتسباته التي تبلورت في قالب زمنى لتعطينا مخرجات دفعت بمحبي النادي للارتباط به أكثر . وإذا أردت ان تعرف تلك الشخصيات عليك تقليب اوراق التاريخ والتأمل في فرحه وحزنه تأمل في ابتساماته الخجولة و تتبع اثرهم في كل مكان بالنادي برغم مرور سنين على قيادتهم له. وان كنت لا أحبذ ذكر الاسماء ولكن اجد نفسي مضطرا في بعض الاحيان إلى ذكرهم على سبيل المثال لا الحصر لعلنا نشتم عبق الماضي الجميل لهذا الدور المهم ليس في مسيرة الاتحاد بحسب وانما في الرياضة السعودية فمن منا لا يذكر الطويل والأمير طلال والأفندي والمسعود والبلوي والدكتور عبد الفتاح ناظر والذي يعد بحد ذاته مدرسة في فن الادارة بلا شك اننا وصلنا مع هذه الأسماء الى قناعة بأن نوعيتهم تمت وفق مواصفات ومقاييس محددة وليس بمقدور كل واحد الحصول عليها ، يحضرون وينجزون ويغادرون وتتحسر الجماهير على رحيلهم والسر في ذلك حبهم الشديد لعمل شيء لنادي لكن .. ماذا بعد هؤلاء؟ نجد نوعية أخرى من الشخصيات الذين يعملون لأنفسهم لا يفكرون ولا يخططون الا لظهورهم على حساب الاتحاد فهم لا يرون ابعد من أنوفهم ولا يسمعون اكثر من اصواتهم التي نخرت قوام الاتحاد الجميل وبات هذا النادي صاحب الأولوية مرتعا للآراء السطحية والافكار المنغلقة والقرارات االعشوائية ليصل به الحال الى مستوى غير مسبوق في الانحدار الاداري ولولا ان السابقين اسسوا فريقا لا يقهر لوجدنا الاتحاد يترنح بين فرق المؤخرة بعد فقدانه الرأي السديد الذي يحفظ توازنه في المنعطفات الخطرة. بعد مرور مدارس من الفكر الاداري لهذا النادي وجدنا انفسنا امام متغيرات جوهرية في النهج الاداري . ولو استرجعنا الماضي وقارناه بالحاضر ..ففي السابق يوردنيسكو الجنرال الروماني وواحد من افضل المدربين في العالم الى وقت قريب يعتزل التدريب بعد الاتحاد بينما اليوم مدرب مغمور يسقط على النادي بعبارات سيئة ويجد من يبرر له.