كثيرا ما يتعرض الشخص في حياته إلى الحيرة في اختيار الطريق الأنسب لمستقبله. خصوصا إذا تعددت الفرص الجيدة أمامه. فنجد الكثير من المبتعثين يحتارون في اختيار التخصص المناسب لهم. رغم أن وزارة التعليم العالي تحدد التخصص العام مسبقا بناء على رغبات المتقدم للابتعاث في برنامج خادم الحرمين الشريفين وأيضا بناء على خطط الوزارة في هذا الصدد. على خلاف مبتعثي الجامعات والمؤسسات الحكومية الأخرى أو الشركات فقد تم تحديد التخصص الدقيق لهم قبل وصولهم لبلد الابتعاث. هذا يجعل المبتعث يدخل في حسابات معقدة تزيد وتنقص على حسب آراء المجتمع المحيط به كالأهل والأصدقاء. وقد يكون الاختيار بناء على الطريق الأسهل لتحقيق الحصول على الدرجة العلمية. وفي نهاية المطاف تصبح الشهادة مجرد إثبات للتخرج، وليس هذا فحسب بل تنعكس على المبتعث حتى بعد الحصول على وظيفة بحيث إنه يفقد روح الإبداع في هذا المجال ويصبح غير منتج لأفكار جديدة بل موظف عادي، وهذا يعود بالضرر على المنشأة التي يعمل فيها وعلى المجتمع ككل. في اعتقادي أن اختيار التخصص الدقيق تتحكم فيه عوامل كثيرة منها الميول الشخصية فيجب على المبتعث خصوصا في مرحلة البكالوريوس أن يعرف ميوله هل هي إدارية أم هندسية أم طبية، وبعدها يفكر في التخصص الدقيق. وهذا يتحقق بالاطلاع على خطة البرنامج Curriculum نفسه فكل جامعة لديها كتيب تعريفي بالتخصصات Course Catalogue. وبعدها يقرأ محتويات المواد ويحاول زيارة أحد أساتذة القسم والحديث معه حول التخصص. أيضا قراءة أحد الكتب العامة وعادة تأتي بعنوان مبادئ أو مقدمة في التخصص Principles or Introduction. فإذا وجد المبتعث في نفسه ميولا لهذا التخصص أو أكثر من تخصص فإنه يبدأ في المرحلة الأهم في نظري وهي هل التخصص لديه فرص عمل في المملكة ؟. ما مدى حاجة المملكة لهذا التخصص؟. ما هي الأماكن التي من الممكن الحصول فيها على وظيفة وتخدم تطلعاتي وأهدافي؟. فكل وزارات ومؤسسات الدولة لديها مواقع على الانترنت وكذلك الحال في شركات القطاع الخاص. فيبدأ في البحث في مواقع التوظيف ويسأل المتخصصين في هذا المجال عن طريق الهيئات والجمعيات المتخصصة كالهيئة السعودية للمهندسين والجمعية السعودية للإدارة والهيئة السعودية للتخصصات الصحية وغيرها حسب التخصص.. بعد جمع المعلومات حول التخصصات التي تحقق ميوله الشخصي وتتوافر لها وظائف عديدة.. أنصح المبتعث أن يضع الخيارات أمامه ويحاول أن يفاضل بينها بحيث يضع وزنا لكل تخصص بعدما يسأل نفسه: هل أجد نفسي في هذا التخصص؟. ما هي طموحاتي فيما لودرست التخصص؟. ماذا أستطيع أن أضيف لوطني بعد تخرجي؟. ما هي قدراتي الدراسية لتحقيق الدرجة العلمية؟. ماهي ميولي عملية أم بحثية؟. بعدها تأتي مرحلة اتخاذ القرار واستخارة الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه. م. نبيل بن حسين الحارثي مبتعث من جامعة الملك سعود طالب دكتوراه في هندسة التصنيع.