الفيحاء اسم اقترن بجمال المكان وطيبة أهل المكان، لا يملك مالاً وفيراً، ولا مدرجات بحجم مدرجات الأربعة، لكنه يملك إرادة الرجال. هزم الاتحاد فأشفقنا عليه من مهمة نهائي يواجه فيه هلالاً ينام على بطولة ويصحى على أخرى إلا أن إرادة الرجال حطمت الأسطورة، وأزالت جدار الخوف، وفتحت المجال أمام من يجرؤ.. من يذكر صخرة سيزيف، ومن يتذكر قصة أصحابها؟ هنا أدلل على شيء ما أترك بعضه لكم والبعض الآخر أنطلق من خلاله في رحلة إبهار بوصلتها تشير هذه الوهلة صوب الفيحاء الذي أحببت فيه طموحه، واحترمت فيه مغامرة أولاده. كرة القدم ليست كيمياء، بل علم سهل جداً ومعطيات العقل فيها يحرك المال وفي ثنايا العمل روح جماعة تتحرك، بل تعمل على قلب رجل واحد، وإن زدت في إبراز الصور من خلال رمزية تُقرأ ولا تكتب أخاف أن تفلت مني الفكرة التي عنوانها الفيحاء أكبر من الكبار، ولي في كل كلمة أو حرف مغزى ورسالة أتمنى أن تصل. قهر الفيحاء الهلال في ليلة من ليالي الإبهار، وخطف كأساً أرى أنه أنصف عملاً وشخّص واقعاً، وأخذنا إلى (ذيك المرابع والديار) التي لها في القلب موضع وفي الذاكرة مطرح، به أسابق الأحرف ومن خلالها أكتب على كل الأسطر ما يليق ببطل تلك الليلة التي غنى فيها المكان والزمان دونما نشاز..! فوك رازوفيتش مدرب داهية استدرج دياز في الشوط الأول واستنزفه بدفاع محكم ثم أخذه في الثاني في حصة تدريس، ولولا الحظ لحسمت الأمور في الدقيقة الميتة قبل زمن الأشواط الإضافية. فلادمير هذا زوف آخر يمثل كما تقول القاعدة نصف الفريق مع أني أراه كل الفريق. أجتهد كثيراً في إنصاف الفيحاء، وأبحث عمّا يمكن أن أجاري به هذا الإنجاز الإعجاز، وأقول إعجازاً من باب التأكيد أن من يهزم الهلال في النهائي حقق الإعجاز، أليس كذلك يا كرة القدم..؟! أما النجومية المطلقة فطار بها حكم المباراة وطاقمه، إذ قدّموا الاستثناء في ليلة استثنائية، فمثل هذا الحكم يجب أن نعتبر حضوره محاضرة مجانية للحكم السعودي إن أراد أن يستفيد. عبدالله ابانمي أكتفي بأن أجعله مسك الختام أو بيت القصيد في قصيدة الفيحاء التي ما زلت أتهجأ حروفها من خلال كاتبها الذي أعرفه ولا يعرفني. العام الفيصلي، وهذا العام الفيحاء، ولن أقول إلا أن الشغف يصنع المعجزات..! تستاهل المجمعة، ويستاهل محافظها الرائع الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل بن فرحان آل سعود وأهلها المبدعون. • ومضة: عاقبوني ب المشاريه وأنواع العتاب عالمٍ ما هيب صوبي ولاني صوبها !
