يُطلق عليه في لبنان «وزير الصدفة»، فاستقالة الوزير «ناصيف حتي» دفعت إلى تعيينه وزيراً للخارجية في الوقت الضائع لحكومة استقالت بعد أيام معدودة. لم يتسلم أوراق اعتماد أي سفير، كما لم يمثل لبنان في أي مؤتمر «عليه القيمة والقدر» كما يقال باللهجة اللبنانية. هو فقط وزير البلاط، وفي كلمة أدق، هو وزير جبران باسيل. فالرجل ومنذ أن كان سفيراً في فنزويلا، ارتبط اسمه بالفشل وسوء التدبير، ففي تلك الفترة من مسيرته جاع الفنزويليون وفقدت عملتهم قيمتها وباتت ترمى على جنبات الأرصفة وعند كل مفرق وطريق. وخلال مسيرته أيضا، دبت الفوضى في تلك البلاد ولم يعد نفطها يعني الشيء الكثير. ثم عاد إلى لبنان وما إن وطئت قدماه مجلس الوزراء حتى استقالت الحكومة، ولم يعد يسمح لها الدستور بعقد أي اجتماع حتى لو كان يتعلق بتفصيل صغير. مقلٌ بالتصريحات والحوارات الصحفية، ومتى عرف السبب تلاشت الحيرة وبطل العجب عن الوجوه، القليل منها والكثير. في أول تصريح له، جلب معه الويلات، وما اتخذ قرارا إلا وكان بإذن من مرشده صهر العهد ووزير الخارجية من قبله ومن بعده. شربل وهبة ليس ما ارتكبه خطأ فردي، بل هو خطأ جماعي لسلطة وعهد بات يهيمن عليه الملالي في كل قرار وتدبير. لقد نطق بما تخلتج به صدور كل رفاقه في التيار وفي «حزب الله» وفي ما يسمى بمحور الممانعة، ذاك المحور الذي يكره العرب وأصالتهم وفروسيتهم ويتنكر لكل ما هو جميل.
