أوحت الحركة التي شهدتها مزارع شبعا أمس الأول (الإثنين) بطريقة درامية أن حدثاً كبيراً وخطيراً يجري على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، إذ أطلق إعلام الطرفين الإسرائيلي واللبناني العنان للتحليل على مصراعيه حتى تكاد تقول إن طبول الحرب قرعت. فما حقيقة ما حدث؟ ولماذا تبرأ «حزب الله» من مجريات الأحداث التي اعتبرتها أبواقه في البدء أنها الرد المنتظر على مقتل أحد عناصره، ليفاجئنا في بيانه الملتبس بأن هذا الرد لم يأت بعد، بالقول:«الرد آت حتماً»، أي أنه يقول انتظروا عملية أخرى. ماذا يحيك حزب الله للبنان الغارق سياسياً ومالياً واجتماعياً وصحياً في مستنقع الانهيار حتى أخمص قدميه، في ظل سلطة جلّ ما تقوم به هو متابعة بيانات الجانبين وإدانة طرف واحد أو معتدٍ واحد رغم أن حزب الله وإسرائيل كلاهما اعتدى على سيادة لبنان. الرئيس ميشال عون وكما هو متوقع منه استهل أمس (الثلاثاء) اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بإدانة اعتداء العدو الإسرائيلي في الجنوب واعتبر ذلك تهديداً لمناخ الاستقرار. «عكاظ» قرأت سيناريو «شبعا» والموقف الرسمي اللبناني مع النائب في البرلمان والخبير العسكري الجنرال وهبي قاطيشا الذي أكد أن حزب الله أعجز من أن يرد على إسرائيل، وكان يخطط لرد أو ثأر محدود على مقتل أحد عناصره في عملية تحفظ له ماء الوجه كما تجري العادة، ولكن فشل العملية جعلته مرتبكاً خاصة وأن بيئته سارعت للتهليل فيما هو تأخر بإصدار بيان التبرؤ الذي جاء بعد خمس ساعات على الأحداث، الأمر الذي يطرح فرضية فشل عمليته. وأضاف أن إسرائيل لا تقصف إلا إذا اشتبهت بشيء. وحول إعلان حزب الله بأن الرد لم يأت بعد، وكأن هناك عملية ثانية يحضر لها قال قاطيشا: إنها رسالة من الحزب للداخل اللبناني وتحديداً لبيئته، مشبها الحزب بالنظام السوري الذي ما زال يحتفظ بحق الرد منذ 40 عاماً. وأكد أن حزب الله لن يرد على إسرائيل بشكل جدي خارج القرار الإيراني والمستوى الذي يريده في هذا الرد. ولَم يستغرب قاطيشا الموقف اللبناني الذي يكون إما الصمت أو الانحياز لحزب الله بقوله: إن لبنان تحت سيطرة حزب الله وهذا ما يجعله منبوذاً عربياً ودولياً، وعاجزاً عن حل أزماته، معرباً عن أسفه أن هناك من يبيعون سيادة لبنان بأبخس الأثمان مقابل حصة صغيرة من هناك وأخرى من هناك. وحذّر قاطيشا من الفوضى التي سيقبل عليها لبنان بفعل غياب الدولة وأجهزتها بشكل كامل عن تحمل مسؤوليتها في إيجاد حلول للأزمة المعيشية، معتبراً أن الأزمة الاقتصادية والمالية والسيادية دخلت في نفق مظلم وطويل طالما لبنان تحت حكم «حزب الله».