تضمنت صفقة واشنطن- طهران التي أبرمت قبل أشهر، إطلاق سراح الرهينة الأمريكي مايكل وايت من السجون الإيرانية والعميل الإسرائيلي عامر فاخوري من السجون اللبنانية، مقابل الإفراج عن عالمين إيرانيينواللبناني قاسم تاج الدين «وزير مالية حزب الله»، من السجون الأمريكية. ولعب أمين «حزب الله» حسن نصرالله دور راعي الصفقة، إذ أمن غطاء عملية تهريب العميل الفاخوري (المتهم بجرائم التعامل مع إسرائيل وتعذيب اللبنانيبن) على متن طائرة أمريكية خاصة. إطلاق وايت وفاخوري تم في نفس اليوم، وبعد ذلك أطلق سراح العالم الإيراني سيرويز أصغري في يونيو، ثم جاء إطلاق سراح تاج الدين، ويتبقى من بنود «الصفقة الفضيحة» إطلاق العالم الإيراني الثاني، وليس معلوماً ما يمكن أن تبلغه بعد هذه الصفقة بعيداً عن أسماء المحتجزين المحررين. بالمقابل عزت رواية حزب الله سبب الإفراج عن تاج الدين قبل انتهاء محكوميته، إلى وضعه الصحي واحتمال إصابته بكورونا التي وجد فيها أبواق الحزب في لبنان الشماعة التي يعلقون عليها صفقاتهم. فمن هو قاسم تاج الدين؟ قبل نحو 8 سنوات أدرج اسمه على اللائحة السوداء الأمريكية، ما أدى لاعتقاله في مطار كازابلانكا في المغرب عام 2017، بإيعاز من واشنطن. تاج الدين الذي وصل إلى بيروت أمس (الأربعاء) متهم بتبييض أموال لحساب الحزب، سبق أن أوقفته السلطات البلجيكية نحو شهرين للتحقيق معه. وفي العام 2011، جمّدت الحكومة الأنغولية الأنشطة الاقتصادية لعائلة تاج الدين بطلب أمريكي وأغلقت شركاته المالية والعقارية في أمريكا. وعرف تاج الدين في مجال تجارة العقارات والمواد الغذائية، واتهمه في وقت سابق وليد جنبلاط بالسعي إلى إحداث تغيير ديموغرافي بعد إقدامه على شراء عقارات في منطقتي الشوف والبقاع الغربي. وبعد اعتقاله، حكمت عليه وزارة العدل الأمريكية بالسجن 5 أعوام تنتهي في عام 2023، وغرامة مالية 50 مليون دولار بجرم الاحتيال على قانون العقوبات لشراء بضائع من شركات أمريكية لصالح تمويل حزب الله.. يذكر أن أول من كشف عن صفقة الإفراج عن تاج الدين، كان الوزير السابق الموالي لحزب الله وئام وهاب في مقابلة تلفزيونية، ثم عبر اللبناني نزار زكا، المعتقل السابق لدى إيران.
