رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمّة طموحة. بهذه الكلمات جاءت الرؤية، ومفتاح النجاح يكمن في وجود قيادات قادرة على أن تُترجم هذه الخطة كل في قطاعه. قيادات تفكر خارج الصندوق، لا تسعى لحلول ووسائل وآليات تقليدية. قيادات قادرة على أن تُحرك الأشياء التي لا تتحرك؛ فمخترع السلالم الكهربائية لم يستسلم أمام عدم قدرة الدرج على الحركة وإنما فكر بطريقة مختلفة جعلت من الدرج قابلاً للحركة والذهاب بعيداً. هذا المجنون في ظن البعض، صاحب فكرة تحريك الدرج لم يصبح مجنوناً عندما حقق حلمه بتحريك الدرج. ولكن الناس بطبيعتهم يحكمون على كل مخالف بالجنون. ولا عجب في ذلك فقد وسم وأتُهم بالجنون كثير من العباقرة، ولم يسلم من هذا الاتهام حتى الرسل. رؤية 2030 هي للحالمين والراغبين الذين يريدون أن يدخلوا المستقبل. وفي حياتي شاهدت مجانين صنعوا الكثير من الأحلام، واستطاعوا خلق تجارب ناجحة وظفت القواعد والأسس ومبادئ الاقتصاد في عمل إبداعي خلاق ومبتكر. أعرف مجنوناً استطاع أن يُغير مفهوم التطوير العقاري، حتى أصبح نهجه أيقونة استفادت منها دول الخليج في تجاربها التنموية والتطويرية. نحتاج لقيادات تعي وتفهم أن هناك فرقاً كبيراً بين الدخل الإنتاجي وبين الدخل التحويلي. وأن المقصود من تنويع مصادر الدخل يكون بتنويع الإنتاج وليس بتنوع الدخل التحويلي، أي بالبلدي «خرج من جيب ودخل في جيب». لهذا فإن الدخل الإنتاجي يكون بالتوسع في الصناعات والتنوع في الاستثمارات بمختلف أنواعها السياحية والتعدينية والصناعية والترفيهية والطبية وغير ذلك. بالإضافة إلى صناعة الخدمات وفتح المنافسة وخلق بيئة تنافسية وتبني سياسات تشجيعية واضحة ومعلومة للجميع، وإصدار قوانين وأنظمة محفزة ومشجعة، وغير ذلك من إجراءات من شأنها أن تنوع مصادر الدخل الإنتاجي. فليس النجاح في جبي وتحصيل الأموال والحصول عليها عن طريق الدخل التحويلي أو برفع تكلفة الخدمات بدلاً من رفع كفاءتها. النجاح يأتي من رفع كفاءة المنتج، وتقديم خدمات وسلع جديدة ومبتكرة. وكل وزارة وكل قطاع يستطيع أن يحقق ذلك بدون استثناء تقريباً. نحتاج إيماناً بالرؤية وفهماً حقيقياً لها، بحيث يقرؤها القائد في كل قطاع كقصيدة، ويطبقها بإبداع محبة وعشقاً في الوطن. نستطيع بالبلدي أن نجيب فلوس حقيقة ونُدخل إنتاجاً، ونحقق ما جاء في الرؤية بالنص، من «أنها تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا. وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر». كاتب سعودي [email protected]