يتقاطع الشعر النبطي مع الشعر العربي والشعر الغنائي ويتوافق معهما في الصور والخيالات والتعبير الفني وسيناريو الحكاية ودرامية المشهد وتصاعد الأحداث والشاعر الانطباعي محمد بن عبدالعزيز بن سبيّل يتكئ على ثراء لغوي حيّ ويعبّر بمصطلحات حياتية سهلة ممتنعة تأسر القارئ بالعفوية التي تنساب إلى خلجات الروح فتنفّس عن القلب المكروب كربته وفي موقف إنساني يأخذنا إلى مشهد وجداني يفتح أمام قارئه أبواب الاحتمالات على ما قبله وما بعده، إذ يقول في قصيدته «ربع ساعة»: قالت نسينا نسولف قلت ما به مجال بالله في «ربع ساعة» ويش ودّك نقول وقت المواجه مضى في صمت كِنّه خيال انتي خجولة وانا بين ارتباك وذهول ليذهب بنا مطلع النص إلى نصوص خالدة في ذاكرة العشاق «وتعطلت لغة الكلام وخاطبت، عيناي في لغة الهوى عيناك» و(في عِزّ الكلام سكت الكلام) و(الصمت في حرم الجمال جمالُ). وبما أن لكل تجربة عاطفية خصائصها وظروفها وانفعالات أبطالها وضحاياها فإن لحظة العشق تقلب الموازين وينهزم الموضوعي أمام الذاتي ويتداخل الواقعي بالخيالي وتتملك الدهشة شاعرنا الملهوف فيستسلم للصورة الفتنة وينسى نفسه ويطغى تطلعه لحفظ التفاصيل على السلام والكلام: ملهوف أمتع نظر عيني بصاف الجمال بين الشفايا العِذاب وبين طرف خجول وكأنما دخل شاعرنا في ساعة تيه أفاق منها على سؤال لم يتمالك نفسه عند سماعه فغدا دائناً ومديناً ومتكاثراً وقليلاً بين يدي سيدة الربع ساعة فأجاب إجابة المبالغ في الثناء: قالت عساني عجبتك قلت وش ذا السؤال لو تلمسين الحجر ينطق وصمته يزول ويذهب الدهاء الشعري باتجاه الإطراء المبرر على أمل الفوز بالرضا ومد حبال الوصل فيتخيل النجمة التي أضلّت البحر والغيوم التي رفعت يدها عنها السماء والعصافير التي امتصتها رياح الخريف والحسود الذي ينصب فخاخ المكائد ويفتح قلبه معترفاً: هذا الجمال الحقيقي والبها والكمال هذا الوفا اللي من أسبابه يموت العذول وبحكم نجاح الشاعر في الاستحواذ على الإعجاب يأتيه الرد إيجابياً مع ضبط إيقاع الحب العفيف بأدبيات الشرف والنخوة: قالت متى ما دفعك الشوق يمي تعال ما دمت مشتاق لظروفي نلاقي حلول حب الشرف عنه ما نمنعك يا ابن الحلال قدرك رفيع وعزيز النفس مثلك ينول