وبعد طول ترقب وتشويق أعلن رسميا عن بدء عملية طرح جزء من أسهم شركة أرامكو في سوق الأسهم السعودية. الخبر في غاية الأهمية. فهو طرح جزئي لأكبر شركة في العالم، وهو اكتتاب أولي لها. يأتي هذا الخبر بعد حرب ضروس من الإشاعات والأكاذيب التي شككت في حدوث الاكتتاب نفسه، ولكن الدولة بقيت على قرارها. واضح جدا أن الغاية من الطرح الأولي في السوق السعودي هو تحفيز المواطن على فكر الاستثمار وليس المضاربة، ومنحه الفرصة لتكوين ثروة من خلال طرح في قلب اقتصاد بلاده نظرا لما لدى أرامكو من سمعة عظيمة وهائلة وثقة واعتمادية. وسيتم بناء على ذلك تقديم «المغريات» للمستثمر للإبقاء على أسهمه التي اشتراها مقابل الحصول على ما يشابه الأسهم المجانية، وتحفيز البنوك المحلية على الإقراض للمقبلين على الاكتتاب في هذا الطرح. وسيكون لهذا الاكتتاب الأثر الإيجابي المتوقع على سوق الأسهم التي بحاجة ماسة لجرعة تنشيط مطلوبة، وأن تقوم بدورها في إدارة الاستثمار واستقطابه. اكتتاب أرامكو حدث عظيم، فهو يرفع من درجة الحوكمة والمحاسبة الرشيدة وينشط وضع السوق السعودي بطاقة مطلوبة، ولكن الأهم هو الاكتتاب اليوم مطلوب لأنه إدراك أن سوق الطاقة يتغير بسرعة وما قد يساوي 100 اليوم قد يساوي 90 غدا مع التغيرات التقنية في عالم الطاقة. اكتتاب أرامكو في بداياته، وهو تحقيق لوعد قطعته الدولة وهي الخطوة الأولى في طريق مهم جدا ولكن بدأ. الخطوات التالية للطرح مطلوب إدارتها بدقة وحرفية لضمان الاستثمارات العالمية حينما يتم البت في اختيار البورصة العالمية التي سيتم طرح الجولة الثانية من الأسهم فيها. العالم يراقبنا. * كاتب سعودي [email protected]
