في وقت ترقب الرياضيون من مختلف الدول افتتاح بطولة العالم لألعاب القوى 2019 في الدوحة، بعد اكتمال البنية التحتية التي تسهم في نجاحها، وتحديداً شبكة مترو الأنفاق (الخط الأصفر)، التي طالب بها الاتحاد الدولي لألعاب القوى ضمن اشتراطاته لاستضافة مونديال «أم الألعاب»، فاجأت قطر العالم بعدم الالتزام بوعدها، وفشلت في إكمال شبكة المترو من وإلى الملعب الرئيسي (استاد خليفة) الذي سيستضيف المناسبة الكبرى. وأكدت الدوحة للعالم عجزها التام عن استضافة التظاهرة العالمية الكبرى، ومنحت مؤشراً خطيراً يدل على عدم قدرتها على إنجاز ملف كأس العالم 2022 كما ينبغي، فنظام «الحمدين» الذي ظل يكابر بقدرته المالية سقط في أول اختبار حقيقي يسبق المونديال القادم، وأظهر تدهور حالته المادية بسبب العزلة التي يعيشها بعد قطع الدول ال4 (السعودية، الإمارات، البحرين، والقاهرة)، علاقتها معه في يونيو 2017، ما جعله في حالة توهان وفقدان توازن وأثر على اقتصاده. ويقع استاد خليفة في منطقة ذات حركة دائمة وزحام كبير، ما ينعكس سلباً على وصول اللاعبين والبعثات الفنية والجماهير إلى الاستاد في الوقت المناسب دون شبكة مترو، إذ لم يتم تشغيل المحطتين القريبتين من الاستاد (العزيزية، والمدينة الرياضية)، لعدم قدرة نظام الدوحة توفير مليارات الدولار لبنائهما، بينما أنجزت محطات بعيدة عن الاستاد لن تخدم التظاهرة العالمية الكبرى. ولتفادي الحرج الذي وقعت فيه الدوحة، أرادت تدارك الوضع، غير أنها وقعت في خطأ أسوأ منه عندما أعلنت استقبال الملعب ل14 ألف متفرج بدلاً عن 46 ألف متفرج (سعة الملعب الرئيسية)، لتفادي الزحام في منطقة الاستاد، ما يحرم الآلاف من متابعة البطولة عن قرب، على الرغم من حضور بعض المشجعين من دول مختلفة لمعايشة المنافسة من داخل الاستاد. وفي ظل سوء إدارة قطر للملف الرياضي، يتوقع المراقبون أن يتكرر مشهد الشهر الماضي حين بقي العديد من المشجعين الهنود خارج ستاد جاسم بن حمد خلال مباراة بين قطر والهند ضمن التصفيات المشتركة لنهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 في كرة القدم، على رغم حيازتهم تذاكر للمباراة، في وقت قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن القطريين سيوزعون تذاكر مجانية على المقيمين والأطفال، ما يزيد من حضور المشجعين ويزيد «الطين بلة».