يتسأل البعض عن كيفية يحج نزلاء السجون؟ وأين يسكنون؟ وكيف يتنقلون داخل المشاعر المقدسة؟ وهل يحرمون من الحج كونهم نزلاء على ذمه قضايا جنائية أو أمنية؟ أسئلة تتزاحم في مخيلة الكثير كشفت إجابتهما المديرية العامة للسجون، التي سمحت ل50 نزيلاً من مختلف سجون المملكة من مستفيدي برنامج «ثقة» بأداء شعائر الحج لهذا العام 1440ه، برفقه 32 من ذويهم، تحت إشراف الإدارة العامة للتوجيه الفكري والمعنوي بالمديرية العامة للسجون. حج النزلاء لم داخل سجون أو خلف قضبان، بل في دور سكن فاخرة مجهزة بأحدث التجهيزات مع تقديم أعلى الخدمات، ويتم نقلهم عبر حافلات حديثة ومكيفة برفقة أعداد بسيطة من منسوبي السجون. ويؤدي النزلاء كافة أركان الحج من قضاء يوم التروية والوقوف بعرفة مع الحجيج، ويرمون بأنفسهم الجمرات قبل العودة لمقار سكنهم عبر الحافلات المخصصة لهم، فيما هيأت المديرية العامة للسجون المكان المناسب للنزلاء وذويهم في المشاعر المقدسة لأداء مناسكهم الدينية بكل راحة واطمئنان. الجدير بالذكر، أن هذه الحملة خُصصت للمستفيدين من برنامج «ثقة»، أحد البرامج الإصلاحية المستحدثة في المديرية العامة للسجون، والتي تهدف إلى إعادة الثقة للنزلاء ودمجهم بالمجتمع. واستفاد من هذه التجربة 50 نزيلاً و32 من ذويهم، وتم تجهيز برنامج متكامل يتضمن برامج دينية وثقافية متنوعة طيلة فترة الحج. ووضعت الإدارة العامة للتوجيه الفكري والمعنوي برامج دينية وتوعوية للمشاركين في هذه الحملة طيلة فترة الحج، حيث تم تجهيز برنامجٍاً متكاملاً لكل يومٍ من أيام الحج، ابتداءً باليوم السابع من ذي الحجة وانتهاءً باليوم الثالث عشر يوم العودة. وتضطلع السجون في الحج بمهمات أساسية عدة، أبرزها استقبال السجناء من جهات القبض بالمشاعر المقدسة (رجال ونساء)، ممن يتورطون في قضايا جنائية داخل المشاعر بعد صدور الأمر بإيقافهم من النيابة العامة، كما توجد بالمشاعر 3 وحدات للسجون تعمل على حراسة الموقوفين حتى انتهاء الأحكام، واستلام ناقلي الحجاج المخالفين، والمحافظة على أمن السجون.
