عندما يصرح مسؤول بأن الجهة التي يتولى مسؤوليتها تتلقى كامل الدعم من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ثم يحدث تقصير منها فإنه يدين تلك الجهة بشكل مباشر لأنها لم تترجم الدعم إلى خدمة جيدة تليق بالمواطن وبالدعم الكبير من الدولة، وللأسف فإن كثيراً من المسؤولين يقعون في هذا المأزق عندما يظهر خلل كبير في مرافقهم، وكان آخرهم وزير الطاقة بعد انقطاع التيارالكهربائي في المناطق جنوبية (جازان وعسير ونجران والباحة) عندما أكد هذا الدعم ليكون تصريحه أسوأ من غيره لأنه بالإضافة إلى دعم الدولة فإن الكهرباء خدمة مدفوعة الثمن، وثمن كبير يدفعه المواطن من ماله، وهنا تكون إدانة شركة الكهرباء أكبر. نستطيع تفهم انقطاع الكهرباء مؤقتا لفترة قصيرة لأنه قد يحدث في أي مكان في العالم لظروف مفاجئة غير متوقعة تصعب السيطرة عليها، لكن أن يستمرالانقطاع لأكثر من 24 ساعة في أربع مناطق فذلك ما لا يمكن تصوره أو استيعابه أو قبول عذر له أو اعتذار عنه. وعندما تعتذر شركة الكهرباء بسوء الأحوال الجوية فنحن لا نعرف السوء الذي تعنيه لأنه لم تحدث فيضانات جارفة ولا أعاصير عاتية ولا زلازل أو براكين، رغم أن هذه تحدث في بعض البلدان لكن لا تنقطع الكهرباء طويلا، فهل نزول أمطار معتادة ورياح صاحبتها مبرر كاف لشركة الكهرباء لانقطاع التيار عن أربع مناطق لمدة تجاوزت 24 ساعة. عفواً يا مسؤولي الشركة، أنتم بهذا التبرير الهش تؤكدون هشاشة وضع شركتكم وإمكاناتها واستعداداتها، وتسخرون من عقول الناس وتستخفون بفهمهم، لأن الصغير والكبير يدرك أن ما حدث لم يكن ليحدث لولا سوء أوضاع شركتكم وإهمالها لأهم ضرورات الاستعداد للطوارئ والمفاجآت. وبالتأكيد أيها السادة في شركة الكهرباء لسنا بحاجة إلى توضيح الأضرار الخطيرة التي سببها الانقطاع الطويل للتيار وشملت كل جوانب الحياة لأنكم حتماً تعرفونها، وتعرفون أنه حدث في شهر رمضان ومع تباشير العيد وفي طقس لاهب في بعض مناطق الجنوب، فقط تخيلوا شلل الحياة لمدة يومين وما ينتج عنه، ولذلك تكون مبادرتكم بخصم 25٪ من فاتورة شهر يونيو استهتاراً بحجم المشكلة وبمشاعر الناس الذين تلهبون جيوبهم بفواتير عالية التكلفة على مدار العام. كانوا يتوقعون منكم أن تتحملوا مسؤوليتكم أخلاقيا ونظاميا وتعلنون بشكل صريح تقصيركم وما يترتب عليه من إجراءات واجبة التنفيذ ليس أقلها استقالة مجلس إدارتكم وخضوعه للمساءلة والمحاسبة، ثم تدخل الدولة الفوري لانتشال هذا المرفق الحيوي من سوء الإدارة. منذ أن بدأت الكتابة لا تمر فترة قصيرة إلا وأكون مجبراً على الكتابة عن سوء خدمة الكهرباء عموماً وفي منطقة جازان خصوصا، حتى أني أسميتها ذات مرة «قهرباء»، ويبدو الآن أن هذا هو المسمى الصحيح المناسب لها حتى تتغير أحوالها.