غيب الموت أول مدير عام للجوازات والجنسية في المملكة عبدالله يحيى الجفري، عن عمر ناهز 96 عاما، واليوم ثاني أيام العزاء للرجال في مسجد العمودي في جدة وللنساء في منزل الفقيد. ومرت حياة الجفري، الذي ولد في مكةالمكرمة عام 1344ه، بالعديد من المحطات المهمة، إذ نشأ يتيما بوفاة والده وهو في الخامسة من العمر، وغرس ذلك في نفسه العصامية والجد والاجتهاد، وأكمل تعليمه في مدرسة تحضير البعثات في مصر، وأمضى غالبية سني عمله في الأمن العام ووزارة الداخلية كاتبا لقيد الأوراق الصادرة والواردة في شرطة العاصمة المقدسة منذ عام 1365، وفي القسم العدلي محققا في العديد من القضايا التي تمكن من فك طلاسمها، وأثناء ذلك لعب الجفري دورا مهما في فصل الجوازات التي كانت تقبع في ذلك الوقت في مبان مستأجرة عن الأمن العام، فأسس مبنى لجوازات الرياض، وآخر لجوازات جدة، وحول عددا من مبانيها المستأجرة إلى مبان مستقلة، كما ساهم في تعليم عدد كبير من موظفي الجوازات اللغة الإنجليزية على أيدي أساتذة من بريطانيا، وأدخل الكمبيوتر في أعمالها، مستعينا بخبراء من لبنان لتعليم الموظفين طريقة استخدامه. ونهض الجفري بكل هذه الأعمال مجتمعة قبل أن يتولى بلدية جدة في الأول من صفر 1387 وأمضى فيها نحو 5 سنوات، عالج فيها كثيرا من المشكلات، إذ كانت تعاني جدة آنذاك من تعديات الأراضي بصورة مقلقة، وتعج شوارعها بالكلاب الضالة والعربات التي تجرها الحمير (الكارو) وعربات الماء (البراميل)، وبعض شوارعها تضاء ب«الأتاريك» حتى منتصف الليل، فعمل الجفري على إيقاف هذه العربات واستبدالها بالدبابات، وأحرق القمائم، وأنشأ قسما للنظافة الليلية، وقضى على ظاهرة الكلاب المنتشرة، واستبدل الأكشاك الخشبية بأكشاك الألمونيوم، ثم بدأ في ذلك الوقت المبكر في مشروع مجاري جدة، ومد خطوط التصريف إلى جنوبها.