يجيء إعلان المملكة إنشاء مركز الحرب الجوية خطوة متقدمة لتعزيز القدرات الدفاعية والاستباقية للقوى العسكرية السعودية، خصوصاً لما يمثله الجانب الجوي من أهمية إستراتيجية مهمة جداً. فالجانب الجوي في المعادلات العسكرية الحديثة، وفي منظومة التوازن العسكري يمثل رأس الهرم، بدءاً من المبادرة في وسائل الرصد والمراقبة الرادارية التي تعلن مبكراً أي خطر يمكن أن يمس الأجواء أو الحدود الإقليمية، بينما الجانب الآخر في منظومة الحرب الجوية يتمثل في قوة الردع الصاروخية وما يتبعها من وسائل الدفاع التي تستجيب لمؤشرات الخطر التي يعلنها الجانب الراداري، وأخيراً يجيء في محصلة الحرب الجوية الجانب الجوي الذي يتمثل في قوة الطيران الدفاعية والهجومية في زاويتي التصدي لطيران العدو وبعد ذلك المواجهة الهجومية عبر اختراق فضاء العدو وتدمير قوته العدوانية وإبطال مفعولها الهجومي. هذه المرتكزات الأساسية التي يعتمد عليها مركز الحرب الجوية، بينما مجموع مرتكزاته كثيرة تبدأ من جمع المعلومات وتحليلها، وتوزيع مراكز الرصد الراداري حسب الحاجة، ومؤشرات الأخطار المتوقعة، ثم بناء القوة البشرية حسب الحاجة الميدانية، وأخيراً تعزيز الأمن بمفهومه الشامل بما يضمن حماية المملكة من كافة النوايا التي يفكر فيها أعداء السلام وأعداء المحبة وأعداء المملكة.