إن قيمة الوطن من قيمة مواطنيه. وحين يتحول المواطن إلى قيمة نفيسة يحرص الوطن بجميع أجهزته على سلامته، نكون بلغنا مرحلة متقدمة من إعطاء تلك القيمة مكانتها التي تؤكد أن الإنسان ثروة لا تقدر بثمن. ومنذ فترة زمنية - تقرب أو تبعد - ظل الناس يتحدثون عن قيمة المواطن لدى الدول المتقدمة والمتحضرة، وتقاس تلك القيمة بالجهود المبذولة لصيانة حقوق مواطنيها والذود عنهم ومرافقتهم في ظروفهم التي تحدث في بلاد الغربة. ولأن جل المواطنين السعوديين لا يعرفون ما يبذل من جهود السفارات السعودية المنتشرة في العالم لرعاية المواطن لأسباب كثيرة، قد يكون أهمها أن المواطن السعودي لديه اتزان وخشية من أي سلوك يوقعه تحت طائلة القانون في الدول التي يتواجد بها. وفي كل الحالات تتحول السفارة إلى سند للمواطن، وفي السنوات الأخيرة نشطت السفارات السعودية، وارتفع منسوب وعيها بقيمة المواطن.. جميعنا يعلم أهمية هذا الأمر لدى ولاة الأمر جميعهم، عندما يوجهون سفراءنا بأهمية المواطن والوقوف معه مهما كانت الظروف معقدة، أعتقد أن هذه التوجيهات لها أثر إيجابي متقدم في تفعيل دور السفارات حتى أنها نفضت ما كان عالقاً بها من تقاعس وأصبحت نشطة في حماية المواطن ورعايته.. هذا ما يمكن أن نقول عنه بأن المواطن قيمة نفيسة تستوجب حرص أجهزة الدولة على صيانة كينونة مواطنيها. مناسبة هذا القول هو الخبر الذي نشر بأن وزير العمل والتنمية الاجتماعية بادر بالاتصال بأم أصيل الأنصاري متحمداً على سلامة (أصيل) من الاعتداء الإرهابي الذي حدث في نيوزيلندا، وموجهاً مؤسسة رعاية الفتيات منح أم أصيل إجازة لمرافقة ابنها المصاب في ذلك الاعتداء الإرهابي. هذا الفعل يمكن سحبه على جميع الوزارات بالوقوف مع ظروف أي مواطن وتقدير الحالات الإنسانية للمواطن سواء كانت داخلية أو خارجية. وعلينا جميعاً مواطنين ومسؤولين تأكيد أن قيمة الوطن تنبع من قيمة المواطن، وبهذا يمكن للمواطن المفاخرة بأن قيمته عالية يهتز لها وطن كامل لو حدث له ما يكدر حياته. ليست مثاليات، بل لكي تكون وطناً عالياً شامخاً لا بد أن يكون المواطنون بنفس العلو والشموخ. * كاتب سعودي
