نجحت المملكة في إدارة وتنظيم الحج لهذا العام 1439، وهي في كل عام تنجح ولله الحمد، لكن ظل الطموح والتميز الهاجس الأكبر للنجاح، من أجل ذلك سخرت الحكومة كافة الإمكانات والطاقات البشرية والمادية من أجل خدمة ضيوف الرحمن. في كل عام تتجدد الاستفادة من الأعوام التي سبقتها في سباق محموم من أجل التسهيل على الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم ليؤدّوا مناسكهم في راحة واطمئنان، يتوافد ملايين من البشر على بقعة جغرافية صغيرة من الأرض في مدة زمنية وجيزة لاشك أنه رقم صعب، وإدارة مثل هذا التحدي يحتاج خبرة كبيرة، إذ تمثل اللغة أحد العوائق، أضف إلى أن البعض يأتون وهم لا يعرفون المناسك أساساً وكيفية أدائها، إذ يجد التعليم حاضراً والفتوى على مدار الساعة والمساعدة أيضاً في كل ما يحتاج إليه. لم يعد اليوم هذا النجاح في إدارة ما يقارب المليوني حاج وتوفير كافة الاحتياجات مجرد مناسبة دينية، بل تجربة عالمية لفتت الأنظار إليها، كيف يمكن إدارة هذه الحشود وتقديم كافة الخدمات لهم بأفضل صورة. إن العمل الجماعي والتنظيم والمتابعة الحثيثة من القيادة الرشيدة على أن تقوم كافة الجهات بالمهمات المناطة بها هو خير دليل على اهتمام بلادنا براحة وأمن حجاج بيت الله. تقدم المملكة الخدمات لزوار الحرمين الشريفين طوال العام، وهذا ما يخفى على الكثيرين أو يعتقدون أنها مجرد خدمة موسمية وتخصص ملايين الريالات من أجل التسهيل على الحجاج والمعتمرين للحصول على الخدمات في أفضل صورة وأفضل أداء. نقلت وسائل الإعلام المختلفة العديد من الصور واللقطات للحج، وأعتقد أن هناك ملايين الصور لم تظهر أو تلتقطها عدسات الكاميرا لجمال وبهجة وكرم صوّر السعي الحثيث من المشاركين في أعمال الحج والذي نالهم هذا الشرف العظيم ليكونوا في أفضل الأيام وأفضل الأعمال وهم يسهرون ويقومون على خدمة وراحة ضيوف الرحمن. الحج مناسبة دينية تحمل أقوى رسالة على تسامح الإسلام وسماحته، وأنه دين محبة وسلام، فلا اختلاف الألوان أو الأعراق أو الأجناس بين الناس، بل الجميع تحت لواء الإسلام بلون واحد ليحمل كل هؤلاء الحجاج رسائل التسامح والمحبة إلى بلدانهم وليشاهدوا ويشهدوا على حجم التطور الكبير الذي تعيشه بلادنا.
