إذا أردت أن تموت قرير العين لا تتورط مع الأمانة في معاملة، فقد تمضي حياتك تتابع معاملة تتنقل عبر سنوات ولا يفيدك أحد حتى لو وصلت إلى أمين تلك الأمانة.. فهو أول النائمين! ومشكلتنا مع الأمانات في جميع أنحاء المملكة أنهم أخذوا بصمة أصابعنا من المولد إلى الممات، إذ لا تستطيع فعل شيء إلا من خلال هذه الأمانات حتى شهادة موتك لدخول قبرك لا بد للأمانة من ختم يجيز أن تدفن في حفرتك، ولأن (كل أمانة) تعرف بمقولة التشفي (مردك لي) فقد استوحشت كل أمانة وأخذت بكل ما هو صعب. وهذا القول ليس (افتراءً) إذ يمكن لكل قارئ إرسال مشكلته مع أمانة منطقته فسوف يرى المسؤولون بطش هذه البلديات، ولو خصصت هذه الزاوية فقط لاستقبال أوجاع الناس مع البلديات فاستطيع تحبير هذه المقالة لمدة سنة كاملة. وقد خصصت مقالة اليوم لمواطنين من مكة أرهقتهم الأمانة ولم يجدوا مكانا لرفع شكواهم (فمن يشتكي الأمانة فهو خاسر) على أية حال، هناك مواطنون امتلكوا أراضي في مخطط بمكة، وحصلوا على قروض من صندوق التنمية العقارية من أجل تشييد منازلهم، إلا أن الفرحة لم تكتمل بسبب إهمال وتجاهل أمانة العاصمة المقدسة للمخطط ولسكانه حيث مضى أكثر من 24 عاما، والمخطط على ما هو عليه من إهمال مريع فشوارعه ترابية وبعض الطرق فتح نصفها والنصف الآخر متوقف والمساكن المشيدة على عروشها يسكنها الغبار والإهمال، وقد فكر المواطنون ببيع بيوتهم المشيدة على ما هي عليه؛ من أجل الانتقال إلى أماكن أنسب تتوفر بها خدمات أساسية وجوهرية، ولأن هذا الإهمال أضر بالمواطنين فقد تبرع بعضهم بالذهاب والإياب للأمانة، فوعدت بالالتفات للمخطط ونسيت وعدها منذ 15 عاما (والذي دخل مع 24 عاما السابقة من الإهمال)، وفي كل يوم وعد جديد، في المراجعات الأولى أخبروا المواطنين أن هناك مبلغ 70 مليون ريال رصدت لتجعل المخطط من أفضل أحياء مكةالمكرمة... ولأن التجاوزات كانت منتشرة وصل المواطنون إلى الحقيقة التي تبنتها الأمانة بقولها إن 70 مليوناً ذهبت إلى المقاول الذي رفض استكمال العمل، ولأن كل أمانة لديها حبل المماطلة طويل جدا، أخبروا الناس بأنهم سوف يسحبون المشروع من المقاول المتعثر ويسلمونه لمقاول آخر، هذا الوعد يا سادة مضى عليه 10 سنوات. يا أمانة مكة، بس نعرف أين ذهبت 70 مليونا؟ أما إهمالكم للمخطط فهو مسألة أمانة مؤتمنين عليها لكن 70 مليونا لا بد أن تخرج من (حباب) العيون؛ إذ إن أموال الدولة أو المال العام غدت هناك جهة قادرة على سحب الكبير قبل الصغير.. ردوا ال70 مليونا. وآخر وصاياي للمسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية ارحمونا من بطر الأمانات وتسلطها. [email protected]