كُل عشرة بحبل ، كما يُقال سابقاً ، واليوم ، نقول: كُل مئة بحبل !! رأسُ الموظَّف الكسول ، معملُ الشيطان ، وكُل موظَّف يُريد أنْ يعيش على نفقة الدولة ، وينسى أنَّ الدولة تعيش على نفقة كل إنسان . يقول رونار:( بارك اللهُ في الموظَّف النشيط ، الذي يعمل بِجد ، دون النظر للمكافآت). في الإسلام العمل وسيلة للرزق الحلال ، بل إنَّ العمل في الإسلام عبادة خالصة ، وأكثر من ذلك أنها موجبة لمحبَّة الله ورسوله ؛ لأنَّ اليدَ الخشنةَ يدٌ يُحبُّها الله ورسوله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :[ إنَّ اللهَ يُحِبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أنْ يتقنه ]، فالمحبة مشروطة بالاتقان !! يقول نابليون:( رُبَّ رجلٍ تراه خلف المِحْراث ، جديرٌ بأنْ يكون من كِبار الموظَّفين ، ورُبَّ موظَّف كبير ، مكانهُ وراء المِحْراث). وتلك المفارقات نجدها بين الموظَّفين ، فقد ساقهُ القدر لوظيفة لم يُحسن استغلال الفُرصة ، وركن إلى الكسل والتسويف وسرقة وقت المراجعين ، ومكتوبٌ على أبواب الفُرص ( ادفع)! قال علي بن أبي طالب :[ إذا أراد اللهُ بقومٍ سوءاً ، أعطاهُم الجدل ، ومنعهم العمل ). افعل ما يمكنك بما تمتلكه ، حيثما تكون ، ولا تقف عند خط التطوير والتحديث ، بل تجاوز ذلك بقدراتك أولاً ، وستأتيك العطايا متواترة. يقول نابليون:( حياةٌ بلا عمل ، عِبءٌ لا يُحتمل )، فكيف بمن لديه وظيفة ، ولا يُحسن عمله ، وبهذه الصفة ، أصبحَ عبء على الوظيفة ، والوظيفة عبء عليه. يقول رُوزفلت:( يهرمُ الإنسان ، حين يتوقَّف عن التطوّر والتقدُّم ، فالرجلُ القوي يعمل ، والضعيف يتمنَّى!! ليس من العسير أنْ يعيش الموظَّف بدخل صغير ، إذا لم يُنفِق الكثير ، لمحاولة إخفاء هذا الدخل ، كما قال تشارلز براون. لنكُن حُكماء.. نتعلَّم من أخطاء الآخرين ، ولا نكُن كالحمقى ، الذين يتعلمون من أخطائهم. نُؤمن برئيس العمل الناجح ، الذي يحثُّ موظَّفيه على العمل ، والتجديد والتغيير ، وخلْق نقلات وقفزات ، في الانتاجيَّة ، فإنْ رأيت ذلك في الموظَّف ، فاعلم أنَّ وراءهُ رئيساً فذَّاً ، والعكس صحيح. مُتابعةُ الموظَّفين وتقييم عملهم مطلب ، وتكريم الجاد ، ومُعاقبة المُقصِّر. وزاراتُنا وفروعنا ، ودوائرنا ، مليئة بالموظَّفين ، ولكن! كُل عشرة بحبل ، فلا زلنا دون المستوى المأمول ، والمراجع والمراقب يرى بأُمِّ عينه .. أنَّنا تحت خط الجودة ، في ما يتعلَّق بإنجاز المعاملات ، رغم الاهتمام والدراسات ، إلّا أنَّ الموظَّف الكسول الذي لا يُريد أنْ يعمل ، دوائرُنا مليئة بأمثالهم ، وهناك فتور في تطبيق اللوائح والقرارات، فالسائب يعلِّم غيره التسويف والمماطلة، والشِّدة والمتابعة عيار يِدوش!!