السعودية كبش الفِداء ، لمجمل دول الخليج ، وهي اليوم ، ليست في حاجة لهذا المجلس المُخترق ، فلا اتفاق رأسي ، ولا تعاون أُفقي. المجلس لم يعد كُتلة واحدة ، وتبدو دوله مختلفة الانتماءات ، مخُالفة الجماعات ، فمن لا يستحي ( أقصد الدوحة)، قد بدأَ يُغرِّد خارج السرب ، ومن يستحي بقي في سربه على حياد ، فلا نعلم هذا الحياد ، أهو مفروس أم مدروس ، فليس بين الإخوة حياد ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، فإنْ كانوا يُؤمنون بأنَّ الفِتنة أشد من القتل ، فهُم خائنون لأمتهم الخليجية ، وما هذه الأحداث التي أضحت جلية من عقود ، إلا شواهد على الشيطان البائن بينونة صُغرى ، لكن الشيطان الخفي الأكبر ، لم يبن بينونة كُبرى ، فهو يُهلك الحرث والنسل ، فلا هو من يريد أنْ يخرج من الجسد الخليجي ، ولا يريد أن ينطق بالحق. من يريد السعودية ، فهي حاضرة بماضيها وحاضرها ومستقبلها المُشرق ، ولا حواجز بيننا ، ولا جُدران ، فأبوابنا مفتوحة لكل دولة خليجية ، ترغب العمل معنا سويّاً، في خدمة العروبة والمسلمين أجمعين. إلى متى نبقى نستجدي ودَّ من لا ودَّ له لنا ، فمن يشترِ منَّا نشترِ منه، ومن يبعْ عنّا نبعْ عنه ، وتلك مصالح مُتفق عليها. إلى متى نبقى يستفيد منَّا من لا نستفيد منه ، فهذه النُّقطة القطرية ، قد اجتاحت الأخضر واليابس ، ولم تُبقِ ولم تذر ما يُعكِّر صفونا ، ويُفكك لُحمتنا ، ويزرع الشر بيننا. هذه النُّقطة الحاكمة يجب أنْ تنشف ، وألاّ تُمطر بعد حين ، بل يجب محوها من السماءِ قبل الأرض ؛ حتَّى لا تعود تجري في جسد الأمة العربية ، فتُفسِدُ دمها العربي ، إنها نُقطة فاسدة يجب أن تُمحى من الوجود ، ويبقى الشعب القطري ووطنه في العيون ، فليس لهُم ذنب ، إلا أنهم انخدعوا في هذه الذرات الخبيثة ، التي أفسدت على مواطنيها عشق الأخوة والجيرة والدم. إنَّ سماء بعض دول المجلس ، ليست صافية ، فإنْ غُم عليكم فأكملوا بهم من سبقهم ؛ لأنَّ الواقع كالشمس التي لا تُغطَّى بغربال ، ولكن طول بال الطيبين هو من جعل مثل هؤلاء ، يجنحون للحياد ، وجنحهم هذا جناية ، بل خِيانة للأُمَّة الخليجية ، فسلوك قطر قد صدّع جدار السياسة العالمية ، وأمطر ناراً على الديار العربية ، وغطَّى ثراهم بالدُّمنة الملعونة ، التي أينع زرعها في الأرض العربية فساداً ، وحان حصادها ، بأيدي العرب الشُرفاء . لم ولن نستكين ، حتَّى يعلم الجميع أنهُم في حاجة السعودية ، وهي ليست في حاجتهم ، وعلى المُتضرِّر اللجوء إلى الرياض!!