تناول عدد من الأكاديميين والإعلاميين بالمنطقة الغربية مكانة المعلمين وفضلهم وقدرهم في ذكرى يوم المعلم العالمي لهذا العام 1441ه 2019م، حيث عبّر الأستاذ الدكتور أحمد بن علي الخماش أستاذ الرياضيات بجامعة أم القرى وعميد سابق لكلية العلوم التطبيقية بقوله: المعلم: ملهِم المبدعين ، وقائدُ الروّاد ومنشئ الأجيال، وموقد جذوة المعرفة وركيزةً اساسية في بناء الأوطان ومحطّ أنظار المخططين ذوي الرؤى المفضية لتنمية الدول ونهضتها، يكفيه شرفاً أن أُشتقّ اسمه من العلم رسالة الأنبياء وهو العنصر الأهم بين عناصر العملية التعليمية حيث يكون أثره بيّن ولمساته واضحة ومهيمنة على عناصر التعليم الأخرى طالباً و منهجاً و بيئة تعليمية. ولذا يتوجب الاهتمام بالمعلم من حيث حسن الاختيار وجودة التأهيل واكتمال التجهيزات. وأوضح الدكتور محمد بن محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة أم القرى أن المعلم أمة في شخص واحد؛ مشيراً إلى أن تأريخ التربية والتعليم عالميا ومحليا أثبت أن ما يشهده العالم من تطورات حضارية ومن تقدم تقني صناعي ومن تنمية اقتصادية واجتماعية في شتى المجالات كل ذلك يعود بعد توفيق الله عز وجل لماقام ويقوم به المعلم من جهود في تربية النشئ ، وتنمية الموارد البشرية وإعداد القوى العاملة؛ فالمعلم أمة في واحد لأن جهوده تأريخياً لها عدة أبعاد من أهمها البعد الديني، فهو الذى يعرف الطالب بربه ودينه وإقامة سلوكه على شرعه. وفى البعد التعليمي هو الذى قدم للمجتمع الطبيب والمهندس والقاضي والعالم الشرعي والعاملين في القطاعات الحكومية والخاصة وفى شتى المجالات. وللمعلم بعد اجتماعي واقتصادي لماله من إسهامات في النمو الاقتصادي والاجتماعي، والمعلم هو الذي أرسى دعائم العلم والمعرفة فما تشهده البشرية من تطور علمي ومعرفي هو من نتاج المعلم. فالمعلم أمة في واحد فهو المربى وهو الموجه والمرشد وناقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل وهو الباني والمطور وهو العنصر الفعال في التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي. إنه المعلم الذي يستحق التكريم ليل نهار في كل ثانية ودقيقة وفى كل ساعة ويوم. أما الدكتور عبدالله بن سالم الزهراني مستشار التطوير التربوي المؤسسي فقد جعل المعلم محور الآمال الطموحة ؛ فالمعلم أمل مشرق تتعلق به آمال الأوطان ، وتتشوف لنتاج ثماره المجتمعات. والمعلم أمل للوطن ؛ أمل بأن يقوم بالدور التربوي والتعليمي على أجمل وأكمل وجه. وهو أمل للمجتمع ؛ بأن يكون قدوة صالحة لأبنائهم الطلاب فيكون بمثابة واحة غناء ثرية بأروع وأجمل القيم والأخلاق كي يقطف منها الأبناء أجملها وأحسنها. وكذلك المعلم أمل للذات؛ فالتعليم بيئة خصبة لتحقيق النجاح الشخصي فيه والرضا عن الذات. فشكراً لمعلمي الأجيال الخير، وجزاهم عنا خير الجزاء. من جهتهم أشاد الإعلاميون بالمعلمين ودورهم العظيم في المجتمع، فقد تذكر الإعلامي والكاتب الصحفي عبد العزيز قاسم ما كتبه من سنوات عن المعلم بقوله : كتبت من سنوات طويلة وكررت دوما، بأن المعلم أساس العملية التربوية ، المعلمون الشباب بحاجة للفتة معنوية كبيرة، وإن لم تستطع الوزارة زرع حب المهنة في داخله، فلن تجني كثيراً، وهذه المحبة لا تأتي من خطابيات ومواعظ بائسة مستهلكة، أدمن المسؤولون المتعاقبون على تقديمها، وترويجها إعلاميا، بل تأتي بالوقوف الحقيقي في صفهم، والشعور بأنهم مكان القلب والعين من الجسد التربوي، والإغداق عليهم بمميزات هم محرومون منها، أقلها التأمين الصحي الذي يلوب في دهاليز الوزارة دون أن يستطيع أحد حسمه، فضلاً عن مزايا عديدة يستحقها، تشعره بالانتماء الحقيقي لمهنته ورسالته، مضيفاً : أشعروا المعلم الشاب أنكم في صفه، كي تجنوا منه الكثير الكثير. فيما وجه الكاتب ونائب رئيس تحرير مجلة جولدن بريس مشاري الوسمي رسالة لمعلمه قائلاً : مازلت أذكر (حصد وزرع وكتب وقرأ )التي حفظتها منك ، مازالت مخيلتي عامره بقصصك ورواياتك الشيقة ، مازال سمعي يصدح بتلاوتك لآيات الله البينات ، مازلت أنت في نظري الجسر الذي عبرت من خلاله للحياة ..أذكر ابتسامتك وأذكر غضبك ، صوتك الهادئ وأحياناً الغليظ .. اللهم أجعل كل حرف يقوله أو يكتبه معلم و معلمة في ميزان حسناته أضعافًا مضاعفة .. كلمتي الأخيرة لقادة العلم وورثة الأنبياء .. والله لولا وجودكم لأظلمت الحياة ، وانطفأ سراج النور ، وتكالبت علينا أكاذيب البشر، و تُهنا في كهوف الجهل ومكائد الجُهلاء .. فامضوا قُدماً أنتم أهل العزة والرفعة… يكفيكم فخراً أن وظيفتكم كانت حلم ( ملك ) الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله حين قال : ( لو لم أكن ملكاً.. لكنتُ معلماً ) وقدم مدير تحرير صحيفة إعلاميون متميزون جمال بن غرم الله المالكي ” تحية إعزازٍوإجلالٍ وإكرامٍ” للمعلمين، مضيفاً: يعتبر المعلم شخصيةً لا مثيل لها على مستوى العالم ، فهو الذي يُخرج الأجيال من ظلام الجهل إلى نور العلم، وهو الذي يضحي بنفسه لأجل إيصال المعرفة والثقافة إلى طلابه، فلولاه لما تقدمت الأمم ولما تطورت الأوطان، فهو النبراس الذي يضيء الدروب للشعوب بعلمهِ ، ويُؤسس المجتمعات ، ولولاه – بعد الله – لما كان هناك علمٌ ولا معرفة، وأصبح الجهل يسود الأمم ولأن المعلم يستحق الشكر والثناء، خصص له يوم على مستوى العالم للاحتفاء به لما يقدمه من رسالة “رسالة الأنبياء والرسل ” قال صل الله عليه وسلم : ”معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر “و قال الشاعر : العلمُ نورُ الله في أكوانه جعلَ المعلمَ بحرَه المورودا واستشهد مدير صحيفة رصد الحدث فيصل السبيعي على مكانة المتعلمين بقوله تعالى: ﴿ يرْفعِ اللهُ الذِينَ آمنوا منكمْ وَالذِينَ أُوتوا العلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بما تعملونَ خبيرٌ ﴾، فالمعلّم هو صاحبُ الفضل الكبير والرسالة السامية، وهو الشخصُ الذي يُخرجُ الناس من ظلمة الجهل إلى نور العلم، وأضاف بقوله : نرفع قبعات التقدير احتراماً وإجلالاً لكل المعلمين والمعلمات في وطن العلم والرؤية الطموحة .